شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 12)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 12)
- المحتوى
-
مشكلاته الداخلية او عن علاقاته الدولية, والقوى التقدمية مفروض عليها ان تدخل في المعركة,
سلبا او ايجابا.
واذا وقفت قوة تعتبر تقدمية سلبا من قضية فلسطين. فلا تستطيع, حينئذ, المحافظة مهما
توفر لها من دعم, على شعبيتها وعلى اي صفة تقدمية. والمثال البارز على ذلك هو النظام المصري,
فقد كان عملاقا في ايام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر, وكان لا يجرؤ احد على التفوه بكلمة
نقد عنهء حتى ولو كان محقا. وورث الرئيس السابق انور السادات النظام ورصيده المعنوي
الكبير. فتوهم ان باستطاعته بيع هذا الرصيد وتسخير النظام في خدمة الاهداف التوسعية
الامبريالية والاسرائيلية» لكن سقط الرصيد فوراء ونهائياء ولم ينفع السادات استغلال ورقة الدين
بطرح نفسه «مؤمنأ», ولا دعم جميع اجهزة الاعلام الغربية و تلقي المعونات المالية (قد يكون
السادات على الصعيد الشخمي أشري ؛ ولكنه افلس على الصعيد السياسي)؛ رابعاء ان قضية
فلسطين هي جزء. لا يتجزاء من قضية الصراع مع الامبريالية؛ ولا يمكن ان يتصور المرء قوة
تقدمية؛ تحافظ على تقدميتهاء اذا ما تصالحت او تواطات مع الامبريالية.
اذن؛ لا يمكن للقوى التقدمية الا ان تعتبر قضية فلسطين اساسية من جهة, وان تقف
منها موقفا ايجابيا من جهة اخرى.
لكن لن نتعرض لموقف كل فصيل تقدمي على حدة؛ ولن نتناول, بالتحليل. هذا الاجتهاد
في الموقف أو ذاك, لسببين: الاول هو انه قد يكون مثل هذا التحليل مفيدا على الصعيد النظري:
ولكنه مؤذ على الصعيد العمليء اذ يمكن ان تلتبس القيمة العلمية للتحليل بالمضاعفات السياسية
التي يمكن ان تنجم عنه. والتي يمكن ان تترافق بردود فعل سلبية؛ والثاني هو ان المشكلة في
موقف الفصيل التقدميء او في اجتهاده؛ ليست مشكلة ايديولوجية بحتة. حتى يكون من السهل
مناقشتها نظرياء وائما هي نابعة من عوامل متشابكة وعديدة تعلق بالاوضاع الداخلية في كل بلدء
وبالمسائل المطروحة؛ في هذا المجال او ذاك, وبالتحالفات وتأثييها في منحى ماء او في آخرء الخ.
ريما المفيد هناء ان يبني المرء بعضا من التصور العلمي للموقف التقدمي من القضية
الفلسطينية بأبعاده الدولية والعربية والفلسطينية الصرفة؛ ولكن هذا موضوع كبير جد لا تكفيه
المجلدات, ولذا لا بد من الاكتفاء برؤوس الاقلام. من جهة؛ ومن اختصار المناقشات النظرية الى
اقصى درجة؛ من جهة آخرى. طبعاء من الممكن تناول جوانب جزئية. والاقتصار عليها؛ وبذلك يتم
تناول الموضوع على مراحلء غير ان مثل ذلك لا يعطي الصورة الاجمالية التى ليست بحد ذاتهاء
ضرورية فحسب, وانما تساعدء ايضاء ولا غنى عنهاء في تحليل الامور الجزئية. ان الكثير من
التفصيلات يتغير الرأي بشأنها تبعا للصورة الاجمالية التي يبنيها المرء لنفسه؛ او يتبناها.
العلاقات بين التقدميين
١ - حتى يكون ثمة موقف تقدمي من القضية الفلسطينية: ب يجب أن يتوفرء قبل كل ثيء»
تحالف تقدمي . عملياء هناك مواقف تقدمية من القضية» ,لا موقف تقدمي واحد وهذا يعني ان
كل طرف تقدمي هو وحيد تقريبا في ساحة العمل الفلسطيني له اجتهاداته, وله طريقته في التحرك»
وقد يختلف في ذلك مع الاطراف الاخرى الى حد التناقض قليلاء او كثيرا.
هذا الامرء بغض النظر عن صحة هذا الاجتهاد او غيره. وجدوى هذه الطريقة: او عدمهاء
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10631 (4 views)