شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 13)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 13)
- المحتوى
-
هو مدمر, لان اي طرف مهما كان قوياء لن يكون الا اضعف بكثير مما تتطلبه مجابهة الامبريالية؛
ولن تكون القوى التقدمية بمجموعهاء بالتاليء سوى محدودة القدرة, سواء في مجال الدفاع عن
نفسها وعن بلدانهاء ام في مجال الكفاح المتعدد الجوائب. المتعلق بالقضية الفلسطينية. وإذا
كانت القوى التقدمية محدودة القدرة. فيعني ذلك. ان الفراغ الذي تتركه؛ تملؤه القوى الاخرى
غير التقدمية» اي القوى التي توظف حركتها في نهاية المطاف, بشكل عفوي او مقصودء لصالح
توطيد القوى الامبريالية في المنطقة, وتعزيز الخندق المعادي للقضية الفلسنطينية خصوصاء ويؤلف
عموما خطرا ماحقا على الدول العربية. استقلالها. واقتصادهاء بل ووجودها البشري. يكفي»
لندرك ذلك ان ننظر الى الحلول المطروحة حاليا على الساحة الفلسطينية ؛ جميعها تعتمد على نوايا
الادارة الاميركية الطيبة؛ او على امكان ايقاظ «ضميرهاء واقناعهاء بشكل او بآخر عن طريق
الحكومات الاوروبية الغربية الاخرى, ب «عدالة» القضية الفلسطينية, وبضرورة عدم «التحيز
لطرف دون طرف, الخ. هذا يعني. من جهة؛ غياب الطرح التقدمي؛ ويعني؛ من جهة اخرى,
تسليم القضية الفلسطينية. وكل ما يرتبط بها من شؤون المنطقة العربية: الى الادارة الاميركية
(قفيها الخصام, وهي الخصم والحكم..) .
كيف يمكن ان يوجد تحالف تقدمي؟ وهل يمكن ان يوجد؟ ربما في الوضع الراهن للامور
من الصعب ان يوجد تحالف حقيقي, وان كان بالامكان ظهور تحالفات (لا تحالف) صورية,
ومؤقتة, بين طرفين تقدميين, او اكثر. وليس مرد ذلكء عموماء الى اختلاف نظري في الموقف بمقدار
ما هواختلاف في «الموقع». قد يؤثر الاختلاف النظريء طبعاء ويحول دون التحالف بين طرفين
تقدميين» او يزعزعه إن كان قائما في فترة ما ولكن ليس هوء عملياء العقبة التي تحول دون قيام
تحالف تقدمي حقيقي. بالعكس, يمكن ان يجد المرء في الادبيات الصادرة عن الاطراف التقدمية
الكثير من التشابه. ومن النقاط المشتركة؛ بل اذا حذفنا الحملات المتبادلة المتضمنة في تلك
الادبيات, نجد الكثير من حالات التطابق. الايمان بالكفاح المسلح, لا احد ينكره. الوقوف ضد
الامبريالية والصهيونية, لا احد يتفوه ضده. التحالف مع الدول الاشتراكية والصديقة: لا احد
يقول بعكس ذلك. عندما يحدث ان يهاجم طرف تقدمي طرفاً آخر, فانما يطعن في «اخلاصه»,
ويخالفه في «تكتيكه., وكلا الامرين' لا علاقة مباشرة لهما بالموقف النظريء بل ويدخلان في صميم
استراتيجية التحالف التقدمية. عندما تفرض القوى التقدمية على نفسها استراتيجية تحالف
حقيقية؛ لا معنى للكفاح على صعيد المنطقة من دونهاء فان جميع الاطراف تكون, حينئذ:
«مخلصة:» في تقويم الآخرين وحريصة عليهم. لأنه. بمقدار ما يُسقط الطرف التقدمي الاطراف
التقدمية الاخرى من حسابه؛ يصبح وحيداء بل ويفقد شعبيته ايضاء اذا كانت له شعبية؛ لان
الجماهير تريد اعمالا ملموسة ونهجا منطقياء ولا يمكن أن تسير مغمضة العيون خلف وعود
خيالية: مهما تكن براقة, وخلف طرف تقدميء يعلن نفسه وحيدا في الساحة؛ ولا احد غيره. ان
الطعن بالطرف الآخر يُنتج الطعن المضادء وينتهي الامر بان تصدق الجماهير جميع الطعون
وتفقد ثقتها بالجميع وتعزف عنهم. هذا ما يحدثء عملياء اليوم؛ ان اننا نجد الجماهير العربية
عموماء اما في حالة عطالة: واما تتحرك بتأثيرات طائفية اومحلية: اي بعيدة عن كل سمة تقدمية.
من جهة اخرى. اذا اصبح الطرف التقدمي وحيدا في الساحة, يصبح عاجزاء ولو خلصت نيته
وكان دافعه للطعن بالآخرين مبررا الى هذا الحد او ذاك. عدا ذلك, مع من يتحالف الطرف
التقدمي في حالة عزوفه عن التقدميين, او اسقاطه لهم من حسابه؟ عادة لاايسأل الطرف التقدمي
1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10255 (4 views)