شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 19)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 19)
- المحتوى
-
اولاء لا يضع الاتحاد السوفياتي نفسه بديلا عن الشعوب, ولا يفترض ان يكون كذلك,
لا في نضالها ولا في إدارة حكوماتها السياسية والاقتصادية. علاقة حكومات العالم الثالث
الاقتصادية بالامبريالية تفقرهاء وتدمرها في نهاية المطافء وتقول الادبيات الاشتراكية ذلك
باستمرار. وتطرح البديل» الذي هو انتهاج طريق لارأسمالي للتطور يتضمن برمجة الانتاج»
وتطويره. وتخطيط الاستهلاك: الخ. اماء إذا كانت حكومة البلد تقترض الاموال (مقابل خدمات
سياسية) من البنوك والحكومات الرأسمالية لتنفقها على استهلاك منتجات البلدان الرأسمالية
المصنعة, او على المتعهدين الاحتكاريين , او المحليين المرتبطين بالاولين» ولتترتب من جراء ذلك»
ديون متراكمة دون انتاج مقابل يساعد على تسديدهاء فان هذا يؤلف خطأ تاريخياء تتحمل
مسؤوليته حكومة البلد نفسهاء ويجب الا يساعدها اي طرف حسن النية, لا الاتحاد السوفياتي
ولا غيره. على التمادي في هذا الخطا.
مع ذلك, يقدم الاتحاد السوفياتي مساعدات ضخمة جداء لا تقدم مثلهاء لا حجما (ولو
اسميا) ولا نوعاء الحكومات الرأسمالية. انه يقدم المشروعات الانتاجية الضخمة: على غرار سد
اسوان ومصانع الفولان؛ ويقدم آلاف المنح للطلاب في معاهده ليدرسوا مختلف الاختصاصات:
ويفيدوا بلد انهم بها. آلاف الافريقيين والآسيويين والاميركيين اللاتينيين ما كان يمكن, ان تتوفر
لهم الدراسة لولا الاتحاد السوفياتي والبلدان الاشتراكية. ويقدم الخبرات الموزعة في كل انحاء
العالم من اجل بناء الهياكل الادارية والعلمية والفنية والاقتصادية.
ثانيا, ليس الاتحاد السوفياتي بديلا عن الشعب في نضاله الداخليء ولئّن كان يؤيد كل
قوة تقدمية تعمل لتطوير الاوضاع الد اخلية في بلدها فانه لا يتحمل عنها مسؤولية الخطأ التاريخي
الذي ترتكبه نتيجة عدم التحليل العلمى للاوضاع او عدم تقدير الامور تقديرا صحيحا اونتيجة
اي عوامل اخرى. نفس الامر ينسحب, تقريباء على الصعيد الدولي؛ ففي صراع بلدان العالم
الثالث مع الامبريالية, يأخذ الاتحاد السوفياتي, دوماء جانب البلد النامي؛ لكن ليس الى درجة
الحلول محله والقيام بدوره. واللعب بفتيل الحرب العالمية من اجل ذلك؛ وفي النزاعات الاقليمية,
يعملء دوماء على كبح التدخل الامبريالي في النزاع؛ ويقف على الحياد اذا كان النزاع ليس لمصلحة
البلدين: ويقف في الجانب الاكثر تقدمية إذا كان الطرف الآخر معتديا ومحرضا من قبل
الامبريالية. طبعاء لا يستطيع احد غير مسؤول ان ينطق عن الاتحاد السوفياتي في هذه الامور,
ولكن هذا ما يمكن ان يستشفه المرء من خلال الاحداث الجارية على الصعيد العالمي.
ثالثاء يقدم الاتحاد السوفياتي الاسلحة للقوى التقدمية التي, لولاه» لا يمكن أن تحصل
عليها من اي طرف آخرء واذا حصلت عليهاء فيكون ذلك بثمن باهظ؛ مادي ومعنوي. لنأخذ حالة
البلدان العربية, كم هو ثمن كميات الاسلحة المحدودة التي تبيعهاء عملياء الدول الرأسمالية
للبلدان العربية؟ كم هو. في نفس الوقت, ثمن الكميات المعادلة من الاسلحة؛ لو تم شراؤها من
الاتحاد السوفياتى؟ لا بد ان يلمس المرء كم الفرق كبير حينئذ. بعد اجراء الحساب. وهناك
الذخيرة ايضاء فالطائرة والديابة والمدفع لا تحارب وحدهاء وانما تلتهم كميات هائلة من الذخيرة
التى منها ما هو للتدريب؛ ومنها ما هو للقتال. كم تكلف الذخيرة اذا قبلت الدول صاحبة العلاقة
توريدهاء خصوصا في الازمات؟ من جهة اخرىء هل كانت الدول الرأسمالية تبيع نفس الاسلحة,
مع انها محدودة: لولا وجود الاتحاد السوفياتي؟ ماذا باعت هذه الدول للدول العربية في
الاربعينات؟ هل ما نزال نتذكر الاسلحة الفاسدة المصرية والسورية؟ هل ثمة تناسب؛ ايضاء كمي
18 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)