شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 25)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 25)
- المحتوى
-
إنه بحاجة لتعزيز مسيرة التقدم في العالم, وهذه المسيرة تتعزز باستمرار, مع هذا الطرف المحددء
أو بدونه.
كثيرون «يشفقون» على الاتحاد السوفياتي لانه «خسر» مصرء لكن من كان الخاسرء النظام
المصري ام الاتحاد السوفياتي؟ عملياء اصبع النظام المصريء الذي كان جماهيريا وذا شعبية
واسعة, محبوسا في قمقم. من جهة, وفاقدا لاستقلاله, من جهة اخرى. اما الاتحاد السوفياتي»
فلم «يخسر, مصر وإن خسر النظام المصري. بالعكس. ان الفكر التقدمي الذي زرع بذوره الرئيس
الراحل جمال عبد الناصر, ينمو بقوة؛ ويتبلور اكثر فاكثر, لانه صار ثمة تمييز واضح وملموس
بين معنى الرجعية ومعنى التقدم. اما النظام المصريء فقد انتهى, وإن كان ما يزال قويا وقادرا
على القمع, لان اي نظام يصبح في عداد المنتهي متى فقد شعبيته, ويصبح الوصول الى لحظة
سقوطه مسألة زفن.
ربما كان الاتحاد السوفياتي قادراء بمنطق «النفوذ» وبحجة الديون التي له على مصرء على
«البقاء» في مصر رغم السادات» فلا الولايات المتحدة تستطيع اخراجه في هذه الحالة ولا النظاع
المصري نفسه يستطيع, بالطبع, ذلك؛ لا سيما ان ثمة معاهدة دفاع مشترك. لكن» لوفعل الاتحاد
السوفياتي ذلك لخسر مصر حقيقة, ولكانت النتيجة لصلحة الامبريالية.
عندما يزداد عدد الانظمة التقدمية المعادية للامبريالية» فان ذلك يكون لمصلحة الانسانية
بمجموعهاء لانها تستطيع ان تؤلف, معاء جبهة قوية ضد العدوان وضد الاستغلال؛ جبهة لها
وزن وتأثير في كل القضايا الدولية» وبالدرجة الاولى قضية السلام المصيرية بالنسبة لحياة
الانسان على الكرة الارضية؛ وفي ذلك تكمن مصلحة الاتحاد السوفياتي ويكمن حرصه على مصس
مثلاء او على السودان, او على الصومال؛ خشية ان تقع الانظمة فيها في براثن الامبريالية. لكنه,
في نفس الوقت, ليس بحاجة, ابداء ليفرض منطق النفوذ على الانظمة الاخرى: سواء منها
التقدمية او الرجعية: وليس بحاجة ليفرض نفوذه؛ لا على مصر ولا على غيرها.
الوضع يختلف في بلدان اوروبا الاشتراكية. فقد اتضح من تجارب الاحداث التي وقعت في
هنفاريا وتشيكوسلوفاكياء ان الاتحاد السوفياتي لا يسمح للولايات المتحدة بان تحتل مواقع
جديدة في اوروبا بشكل رخيص غادرء ولا يسمح بهدم النظام الاشتراكي في بلد يكلف بناء النظام
فيه الكثير من التضحيات.
دفاع عن النفسر
ضد العدوان الامبريالي
ه_لكن كيف تتم محاربة الامبريالية؟ ربما يخطر للمرء. ان ذلك يقتضي حشد القوة الكافية
والانقضاض على الولايات المتحدة والقضاء على النظام فيها؛ ولذلك تتناقض ضمن مثل هذا
التصور محاربة الامبريالية مع التعايش السلميء ويكون التعايش السلميء في هذه الحالة؛ إما
انحرافا بورجوازيا حصل في الاتحاد السوفياتي او تمويها سوفياتيا يغطي به نواياه تجاه الولايات
المتحدة.
الافتراض الاول. اي كون التعايش السلمي انحرافا سوفياتيا عن الاشتراكية؛ وقعت,
قبلا الصين في مطبه مع الاسف. ربما اصل الاعتراض الصيني على الاتحاد السوفياتي اسباب
>35 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39364 (2 views)