شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 110)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 110)
- المحتوى
-
الاميركية.
لكن لا بد من التذكر ان فرداً واحداً لا يستطيع ان يقرأ ويصنف ويستخدم كل ما هو في تلك الارشيفات. بل
يتطلب مثل ذلك الجهد عملا جماعيا على مدار سنوات عدة. ولذلك, فلا يقدر غرين ان يقدم تاريخا متكاملا للعلاقة
الاسيركية - الاسرائيلية: مدعوماً بتجليل للاتجاهات والدلالات السياسية والعسكرية والاقتصادية لتلك العلاقة.
ويداقع المؤلف عن اختياره. بدلا عن ذلكء بتقديم مجموعة «قصصء قصيرة مجزأة حول حوادث معينة فحسب. ثم
يذكر بانه اذا احتوى كتابه «على التاريخ الانتقائي؛ فإن ردي هو ان الكثير مما كتب في الغرب حول اسرائيل لم يقل
انتقائية. بما في ذلك غالبية النصوص 'الكلاسيكية' .. .» (ص ؟١).
تتمثل المحصلة بعشرة فصول تحتوي على مجموعة روايات للحوادث المحددة التي اختارها غرين بسبب
اهميتها اى شهرتها. وقد اختار المؤلف حوالي اربع قضايا رئيسية, خصص .لكل منها فصلا كاملا. وهي الموقف
الاميركي خلال العدوان الثلاثي على مصر العام 1501 والبرنامج النووي الاسرائيلي. ومشاركة طائرات الاستطلاع
الاميركية في الجهد الاسرائيلي خلال حرب حزيران (يونيو) 1511. والهجوم الاسرائيلي على السفينة الاميركية
«ليبرتي». الى هذاء فان بقية الفصول تحتويء ايضاء على مجموعة واسعة من الحوادث والامثلة الاخرى المنتقاة
من مسار العلاقة الاميركية الاسرائيلية, الا ان المؤلف يقوم, في هذه الفصول. بذكر تلك الحوادث الجزئية ليدل
على الفكرة الرئيسية التي يحاول ان يثبتها في كل حالة, مثل تأرجع العلاقة في السنوات الاولى. والتعاون غير الرسمي
اوشبه الرسمي ميدانيا في مخيمات اللاجئين اليهود في المانيا بعد الحرب العالمية الثانية. وفترة الضراع وقطع العون
الاميركي خلال ادارة آيزتهاور, وفترة التأرجح بين رئاسة كينيدي ورئاسة جونسون (الذي حسم نهائياً لصالح
التحالف مع اسرائيل). كما يضيف المؤلف فصلا حول «قضية لافون؛ وصراع موشيه دايان ضد رئيس الؤزراء
موشيه شاريت في منتصف الخمسينات.
ينطلق غرين» اساساء في نظرته منْ كونه اميركيا يريد ان يحفظ مصلحة بلاده. الولايات المتحدة الاميركية.
اخلاقيا وسياسيا ومادياء امام استغلال الشبكة الصهيونية الاسرائيلية ومكرها. كما ينطلق. ايضا. وايضا
كأميركي. من رغبته بأن يسود السلام منطقة الشرق الاوسط ضمن حل عادل يعتقد ان للولايات المتحدة دورا
(وواجبا) فيه. بفضل ما تبقى لديها من نفوذ وتعاطف وثقة لدى الجانبين المتصارعين. ويفسر ما سبق نظرته الى
التعامل غير المتكافء الذي لاقته الولايات المتحدة مقابل مساعدتها لاسرائيل: علما بان غرين ليس من التيار الموجود
في بعض قطاعات الادارة والاقتصاد الاميركي, الذي لا يعارض التعاون الاستراتيجي الوثيق مع اسرائيل شريطة
إن تحصل الولايات المتحدة على حخصة اكبر. فالحقيقة ان غرين يعترض على الدعم المقدم الى اسرائيل. وخاصة ذلك
الدعم السري الذي يدل على التواطؤ» ويعترض, ايضضا. على العملية التدريجية التي رعاها رؤساء الجمهورية
الاميركيون المتعاقبون, التي ادت, منذ العام /1971 خاصة:, الى زج الولايات المتحدة. رسمياً وعلى كافة المستويات,
في الصراع الى جائب اسرائيل.
يبدأ المؤلف بمسالة الموقف الدبلوماسي الاميركي خلال الاربعينات وبالضغوط التي بدأت تمارس من قبل
المنظماك الصهيونية ثم من حكومة اسرائيل على الادارة الاميركية من الخارج, ومن قبل المؤيدين لاسرائيل
والصهيونية في داخل الادارة والمجتمع الاميركيين. وهنا يلاحظ غرين ان وجود مثل هذه الضغوط قد أدى الى حصول
أسرائيل على بعض طلباتها من الولايات المتحدة؛ دون ان تقدم, بالمقابل. اي شيء مما كانت تطلبه الادارة الاميركية,
مثل المعلوسات العسكرية والاستخباراتية. حتى ان اسراكيل دبرت مقايضة مع تشيكوسلوفاكيا. العام /154,
للحصول على الرجال والاسلحة مقابل جهاز رادار كانت اسرائيل قد حصلت عليه من الولايات المتحدة: ومما ساعد
على تمرير هذه الصفقة؛ على الرغم من تهديدها للامن الاميركي, هو وجود العناصر الصهيونية داخل الادارة
الاميركية . ١
يتابع المؤلف هذا المنطق في الفصلين التاليين, الثالث والرابع؛ حيث يستعرض بعض الادلة على نمو التعاون.
فيركز. اولاء على التعاون الاستخباراتي؛ وخاصة في المانيا الاتحادية حيث كانت المؤسسة العسكرية - الامنية
الاميركية تغض النظر عن محاولات الوكالة اليهودية تشجيع (واكراه) الناجين اليهود من مجازر هتلر على الهجرة
الى اسرائيل. كما يلاحظ غرين الجهود غير المباشرة التي بذلتها الولايات المتحدة لمساعدة اسرائيل في مجالات لم تتمكن
من تقديمها مباشرة, ومثال على ذلك حث الديكتاتور النيكاراغوي اناستازيو سوموزا على تهريب الاسلحة الى اسرائيل
في 1544 -1585. وتشمل الامثلة, ايضساء النشاط الصهيوني الحثيث لتجنيد الطاقات البشرية وارسالها الى
ف - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10631 (4 views)