شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 193)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 193)
- المحتوى
-
وهكذا انتقل الرفض العربي للوجود اليهودي, وللمشروع السياسي الصهيونيء من كونه
رفضا من البلاد للوافدين عليها الى كونه رفض طرف فيها لطرف آخر بصرف النظر عن نسب
الاعداد ونسب القوى بين الجانبين.
التمسك بالمطالب الثابتة
وعلى الرغم من هذا التمايزوما افرزه موضوعياً من نتائج بدلت طبيعة الوضع في فلسطين
حتى صار فيها ثلاثة أطراف لكل منها قوته وعلى نحوما سلطته؛ فان الرفض العربي ظل ينطلق
من الاسس ذاتها التي انطلق منها بداية حين كان سكان فلسطين اليهود لا يزيدون عن / بالمكة
من مجموع السكان وحين لم يكن لهمء في فلسطينء هيئات لها هذا المقدار من الاستقلال والقوة.
ومن بين نتائج ذلك؛ ان الحركة الوطنية الفلسطينية التي صارت طرفا من ثلاثة دون ان تكون
اقوى الثلاثة, لم تقدم اي حلّ لمسألة الوجوب اليهودي في فلسطين يتجاوز التشبث بآن ما زاد عن
ال بالمئة من اليهود فوجودهم غير شرعي . وحتى حين كانت الحركة الوطنية الفلسطينية تلجأ الى
استخدام بعض العبارات الملاينة فان موقفها الفعلي ظل ينطوي على المطالبة بعودة اليهود الى
البلاد التى جاءوا منها بعد سقوط الحكم العثماني. وقد ظل هذا هو موقف الحركة الوطنية الى ما
بعد العام 21577 او كما قال عوني عبد الهاديء احد القادة البارزين» في شهادته امام لجنة بيل
«نرفض ان نجتمع ونبحث في شيء يتعلق بحقوقنا مع شيء يدعى يهوديا... وككتلة عربية وكتلة
يهودية لا يمكن ان نقبل بأي أجتماع كان»٠". وقد اضّر عبد الهادي في هذه الشهادة, كما اضر
سواه من ممثلي العرب, على القول دان وضعيتنا العادلة هي الرجوع الى النسبة الاولى: 51 بالمكة
عرب». ولم يتزحزح هذا الاصرار نسبيا الا في ما تلا من سنوات حين عرضت مشاريع عربية
لاستقلال فلسطين يتمثل اليهود في مؤسساتها بنسبة عددهم في البلاد. لكن هذه الزحزحة جاءت
متأخرة كثيراً. لأن القبول بنسبة تمثيل كهذه تم عندما كان الكيان الصهيوني قد نما الى الحد
الذي طمح معه الصهيونيون بتحقيق مشروعهم بالاستيلاء على البلاد كافة وطرد العرب منها.
وكان عدد اليهود» في هذا الوقت؛ قد اقترب من نصف مليونء ونسبتهم الى مجموع السبكان قد
اقتربت من الثلث. اما مؤسساتهم الخاصة؛ فكانت قد شكلت حقيقة دولة داخل الدولة بكل معنى
الكلمات.
قد ثبتت الحركة الوطنية الفلسطينية عند مطالبها التي قدمها الوفد الذي زار لندن عشية
التداول في اعداد صك الانتداب. ولم تدخل تعديلات يعتد بها على هذه المطالب الا في ما يتعلق
باسترضاء بريطانيا وحذها؛ فمطلبا منع الهجرة اليهودية الى فلسطين ووقف انتقال الاراضي الى
اليهود ظلا على حالهما طيلة السنوات الثلاثين التي استغرقها الاحتلال والانتداب البريطانيان في
فلسطين. اما مطلب الاستقلال والوحدة مع الاقطار المجاورة. فخضع لتعديلات لم تمسء في
الواقع, جوهره كما كان مطرودا قبل غدر بريطانيا بقادة الحركة العربية القومية. فالمطلب الذي
ارتفع مع مشاركة العرب في الحرب ضد الدولة العثمانية, وهى استقلال بلدان المشرق العربي
ووحدتهاء اقترن؛ في ذلك الوقت. باستعداد عربي معلن للتحالف مع بريطانيا ومنحها امتيازات
خاصة: سياسية واقتصادية. وحين انفردت الحركة الوطنية في فلسطين بالحديث عن مصير
فلسطين, ابتدآت باعلان التمسك بهذا المطلبء ثم اتجهت؛ تحت ضغط واقع التجزكة, الى المطالبة
. - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10638 (4 views)