شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 195)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 195)
- المحتوى
-
وبين الاستقلال مع الاقرار بعلاقة خاصة مع بريطانياء مع؛ او بدون, الوحدة العربية. ودام ذلك
الى ان اندلعت ثورة ١1977 حين برزت فكرة تقسيم البلاد بين العرب واليهوب» فانصب النضال
العربي الوطني لمنع التقسيم:
الا ان المطالبين بالاستقلالء بأي نوع من انواعه. ظلواء حتى ذلك الوقت» يرفضون الاقرار
بأية مطالب او حقوق يهودية خاصة:, ويرفضون من السياسة البريطانية دعمها لهذه المطالب
والحقوقء ويعتبرون ان ما تعرضه بريطانيا على اساس ادعائها بالالتزام المزدوج لليهوب والعرب
يشتمل على تناقض لا يمكن حله. وكان الوطنيون الفلسطينيون ينطلقون؛ في حوارهم حول هذه
المسألة مع البريطانيين» من ان تحقيق الوطن القومي اليهودي سيؤدي الى تدمير الوجوب القومي
للعرب في فلسطين والى القضاء على مصالحهم الاقتصادية. وكان هؤلاء الوطنيون يجهدون
انفسهم في تقديم البراهين على ان من مصلحة بريطانيا أن تختار الوفاء للمصالح العربية في
فلسطين وليس للمصالح اليهودية لانهاء بهذاء تصون مصالحها الكثيرة في البلاد العربية
والاسلامية الشاسعة. غير ان بريطانياء التي تدرك مصالحها على نحو يغاير ما تتضمنه النصائح
العربية الفلسطينية؛ ظلت تتمسك بما تصفه بالالتزام المزدوج ازاء العرب واليهود وتسلك سلوكا
عمليا يدعم المشروع الصهيوني.
يتضح, اذن» من مجرى العلاقات الفلسطينية البريطانية عبر ثلاثين سنة, امتدت من
4ل-1944. مما عرضنا لبعض جوانبه آنفاًء ان الحركة الوطنية الفلسطينية لم تجد بينها
وبين بريطانيا من اسباب للاحتكاك او التصادم سوى المسألة المرتبطة بالمشروع الصهيوني. حتى
في هذا المجال, وحتى بعد ان اعلنت بريطانيا سياستها رسميا وتوالت تأكيد اتها لها بمضي السنين»
لم تفقد الحركة الوطنية الفلسطينية آمالها بأن تقنع بريطانيا بالتخلي عن دعمها للمشروع
الصهيوني الا بعد ان صار لليهود» في ظل الدعم البريطاني» وجود يصعب قهره؛ وذلك بعد ان
اجهضت القوة العسكرية البريطانية والقوانين الاستثنائية وتدخلات «الاشقاء» العرب ثورة
5 وقهرت القائمين بها وشتتت قياداتها.
تجديد الأمل مع توالي الحكومات
تصور الوطنيون الفلسطينيون, في البداية: ان بريطانيا جاءت الى فلسطين لتحل العدل
والسلام وتنشر العلم والثقافة بدل: التخلف العثماني, واعتقدوا ان تأييدها لمشروع الوملن القومي
اليهودي مبعثه عدم معرفتها بنوازع اليهود وعدم اطلاعها على الحجج العربية ضده. ولهذاء رآينا
مذكرات الاحتجاج الاولى الموجهة من فلسطينيين الى مسؤولين بريطانيين تنصب على تفنيد
الحجج الصهيونية وترمي لاقناع البريطانيين ببطلانها. وهذا ما فعلته. على سبيل المثال» واحدة
من هذه المذكرات ارسلتها في العام ١1514 انشط الجمعيات الاسلامية المسيحية وهي «جمعية
يافاء الى الجنرال كلايتون محتجة فيها على المطالب الصهيونية؛ فقد اسهبت المذكرة في سرد
البراهين وانتهت الى القول «ان دولة بريطانيا العظمى التي احتلت بلادنا لتنشر فيها راية العدل
والمساواة بين العناصر, فانا نقدم لها مزيد الشكر والاخلاص لهذا المبدا الشريفء راجين من
سعادتكم ان تتخذوا جميع الوسائط لراحتنا وحريتناء بما فطرتم عليه من كرم الاخلاص وسمى
المدارك»7. والمعنى ذاته تضمنته مذكرة المؤتمر العربي الفلسطيني الاول التي وجهها الى مؤتمر
74 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)