شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 197)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 197)
- المحتوى
-
ومهما بكن من امرء فان هذه المفاوضات مع الحكومة البريطانية, وهي. الاولى من ذوعها
ولكنها ستتكرر على النحو ذاته تقريباً قد انقطعت. وتوجه الوفد الفلسطيني الى مجلس العموم
البريطاني بمذكرة مستفيضة شرحت وجهة النظر العربية. الا ان مجلس العموم أهمل المذكرة.
وحين أجرى مناقشة لميزانية وزارة المستعمرات» وقد جرى ذلك فيما الوفد الفلسطيني ما يزال
في لندن: اعلن مجلس العموم تأييده لسياسة الحكومة في فلسطين. وهكذ!ء عاد الوفد الفلسطيني
خائبا الا انه. مع الخيبة؛ اذاع بيانا صحافياء جاء فيه «ان عودة الوفد لا تكون قاطعة لحبل الود
والموالاة المؤفسسة قديما والمؤيدة حديثا في ما بيننا وبين الشعب البريطاني»9".
ولسنوات طويلة بعد ذلك؛ ظل هذان المبدآن: رفض المشروع الصهيوني والمساومة مع
بريطانياء يحكمان سياسة الحركة الوطنية في فلسطين. وعلى الرغم من رفض بريطانيا لمساومة
كهذه؛ فإن الموقف الفلسطيني لم يرتق الى حد البت بمعاداة بريطانيا. وحتى في العام :117١ بعد
أن كانت ثلاثة وفود فلسطينية اخرى قد لقيت الخيبة ذاتهاء التي لقيها الوفد الاول في العام
,© وبعد أن برزت آثار السياسة البريطانية على الواقع المحسوس بما هي سياسة الدولة
البريطانية وليست سياسة هذه الحكومة اوتلك؛ فان بيان الوفد الفلسطيني الرابع» وهويعلن قطع
المفاوضات:ء قال أن الوفد «سيعود الى وطنه وهو معتقد بأن الحكومة البريطانية لا ينتظر ان تحلٌ
قضية عرب فلسطين بالعدل والانصاف لتغلب نفوذ الصهيونية عليها»!')؛ ولم يذكر أي سبب
آخر.
الميل الى المقاطعة والصدام
مع ذلك؛ فان امعان بريطانيا في تطبيق سياستهاء لم يكن من شأنه ان يظل بغير تأثير على
مشاعر الرأي العام العربي تجاه بريطانياء بالرغم من الخط المساوم لقيادة الحركة الوطنية وما
فرضته من تاكتيكات الملاينة حسب الاحوال. وقد تفاقم الوضع مع اتصال سنوات الاحتلال
والامعان في الخطوات الرامية الى تحقيق الوطن القومي اليهودي. واستفحل الخطر عندما واجهت
فلسطينء تحت تأثير سياسة بريطانياء وفي ظل الازمة الاقتصادية العالمية التي ابتدأت العام
5 ,اسوا وضع اقتصادي شهدته منذ الحرب العالمية الاولىء وراحت الدعوات لمقاطعة
بريطانيا تبرن جذبا الى جنب, مع الدعوات لمقاطعة الصهيوتيين.
وفي العام 197, انعقد مؤتمر وطني كبير في مدينة يافاء حضره الف شخصء وفيه انطلقت
دعوة جلية الى مقاطعة بريطانيا وعدم التعاون مع الحكومة باعتبارها المسؤولة عما يجري في
البلاد. وطولب المفتي محمد امين الحسيني بالاستقالة من منصب الافتاء, لانه منصب حكومي,
الا انه رفضء مع انه حضر المؤتمر وخطب فيه. ونتيجة لتأثير الخط المسباوم على المؤتمرء لم تنته
اعماله الى نتائج حاسمة: الا انه اقر مبدأ «اللاتعاون» مع الحكومة وحدد بعض الاجراءات
واوجب تنفيذها فوراء ومنها مقاطعة الحفلات والمجاملات الحكومية ومقاطعة لجان الحكومة
ومقاطعة البضائع البريطانية!*). والتزمت قيادة الحركة الوطنية بمقاطعة اللجان الحكومية,
وبالطبع؛ بمقاطعة الحفلات والمجاملات, ايضا. وتحت ضغط الجمهور المشبع بروح العداء
والمتذمر من قسوة الاوضاع ومن ترديها المضطرد» ظهر من قيادة الحركة الوطنية ميل الى التشدد
في وجه بريطانيا. وبعد ثلاث سنواتء بينما كانت الظروف تنضج عوامل الثورة الشاملة؛ انعقد
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22202 (3 views)