شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 198)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 198)
المحتوى
مؤتمر وططني واسع تمثلت فيه اللجان القومية في البلاد, فاتخذ واحدا من اخطر قرارات التصدي
للحكومة. وهو قرار الامتناع عن دفع الضرائب «اعتبارا من ‎١5‏ الجاري [ايار (مايو) ‎]١955‏
‏اثباتا للقاعدة العامة: لا ضرائب بلا تمثيل»0). وبهذاء ربط المؤتمر المقاطعة بالمطلب السياسي في
الحكم البرئاني.
واشتدت روح العداء الشعبي لبريطانيا في معمعان الاعمال الثورية التي شهدها العام
1 ,و2 إزداد الاجيج حين اشتدت قسوة القمع الحكومي اكثر من السابق.
واستمرت المقاطعة الى ان أعلن عن تشكيل اللجنة الملكية لفلسطين التي اشتهرت ياسم
«لجنة بيل» نسبة الى رئيسها.
وفي البداية» تمسكت قيادة الحركة الوطنية بمبدأ مقاطعة لجان الحكومة. فأعلنت رفضها
التعامل مع لجنة بيل وطلبت الى الامة «إلا تتعاون مع اللجنة المذكورة»). الا ان هذه القيادة
لم تلبث ان تراجعت عن موقف المقاطعة, وذلك بعد اتصالات بادرت هي الى اجرائها مع ملوك
العرب وامرائهم. وقد وجه هؤلاء نداءات من قبلهم تدعو العرب الفلسطينيين الى وقف المقاطعة
ووقف الاضراب الشامل الذي كانوا قد اعلنوه ودام ستة اشهرء وذلك «بالنظر لما لنا من الثقة
بحسن.نيّة الحكومة البريطانية في انصاف العرب»2": على حد التعبير المشترك الذي تضمنته
نداءات كل من امير شرق الاردن وملك العراق وملك العربية السعودية. وفي ضوء هذه النداءات:
قررت اللجنة التنفيذية الاتصال بلجنة بيلء: وادلى اعضاوؤها امام اللجنة البريطانية بشهادات
عكست النهج ذاته: رفض المشروع الصهيوني. جملة وتفصيلاء واظهار الرغبة في التعاون مع
بريطانيا. ولم تؤّد البراهين الوافرة التي عرضها قادة الحركة الوطنية لتأكيد احقية رفضهم لاي
شكل من اشكال الوجود اليهودي المتميز في فلسطين الى اقناع اللجنة الملكية, شأنها في ذلك شأن
البراهين التى عرضت امام الحكومات البريطانية واللجان السابقة. وما جرى كان عكس ذلك؛ فقد
اجرت اللجنة تحقيقات مطولة شملت كل اوجه الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في
فلسطين: واستمعت لشهادات مئات الشهود» واطلعت على وثائق تملأ الوف الصفحات. ثم انتهت
الى اقتراح حمل صدمة مريرة للعرب الفلسطينيينء: وهى تقسيم البلاد الى دولتين ووضع نظام
خاص للاماكن المقدسة. وكان ان تجددت الثورةء تحت وطأة الخيبة, وامتدت عامين آخرين. ولم
يكن بمقدور قيادة الحركة الوطذية الا ان تندفع مع مشاعر الجمهور الى مواقف العداء لبريطانيا.
بل ان منها من اندفع الى البحث عن التعاون مع الدولة الالمانية النازية.
الموقف من المشاريع البريطانية
لعل من المهمٌ ان نعيد القول هناء ان الوطنيين الفلسطينيين ابتدأوا حركتهم المستقلة من
منطلقات عربية قومية. فجاء رفضهم للمشروع الصهيوني من منطلق تمسكهم بوحدة واستقلال
بلدان المشرق العربي. اما الوعي الذي افرزه الواقع فيما بعد وحمل على المطالبة باستقلال
فلسطين, وبحكم برلماني فيها كبديل للمشروع الصهيوني؛ فقد تأخر تكونه لعدة سنوات؛ ولم
يصلء في أي وقت من الاوقاتء الى حدّ التخلي عن الطموح الوحدويء ولم تغب عنه تأثيرات
الاوضاع والسياسات العربية المحيطة.
هذا الامرء الذي قلّما جرى الانتباه لتأثيره, جعل الحركة الوطنية الفلسطينية الوليدة التي
ل
تاريخ
مارس ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22431 (3 views)