شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 199)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 199)
- المحتوى
-
اضطرتها الظروفء اضطراراً لتعمل منفصلة عن الحركة العربية القومية الاوسعء تواجه المسائل
المستجدة التي ميزت الوضع الفلسطيني عن سواه بلا خبرة وبلا تصورات مسبقة. وقد ابقاها
هذا الحال؛ حتى وهي تتطور تحت تأثير المستجدات, اسيرة التأثيرات المجاورة؛ وجعلها تتمسك
بطروحات ومطالب تضاهي طروحات ومطالب القوى والحكومات العربية في البلدان المجاورة.
وقد اضيف هذا العامل الى تأثير العامل الفريد الخاص بفلسطين؛ دون سواهاء الذي تمثل
باضطراد العمل الصهيونيء والبريطاني, لتحقيق مشروع الوطن القومي اليهودي ليعطياء معاًء
لردود فعل الحركة الوطنية الفلسطينية هذه السمة الناجمة عن مواجهة الفرادة مع نقص الخبرة
بحيث صرر الطابع المميز والغالب على ردود الفعل هو رفض ما تعرضه بريطانيا اذا حمل احتمال
الاقرار بأي نوع من انواع الشرعية للوجودب اليهودي في فلسطين, حتى ولو كان من شأن القبول
بما هو معروض أن يعزز الوجوب العربي ذاته ويحسن مواقع الحركة الوطنية وقدراتها على
المجابهة.
وعلى هذاء رأيناء مثلاً. ان العرب رفضوا المساهمة في المشروعات الاقتصادية للدولة, لأن
اليهوب يشتركون فيهاء مما مكن الصهيونية ليس فقط من الظفر بالحصة الكبرى في هذه
المشروعات بل ومن الهيمنة الكاملة على عدد هام منها. وتبع ذلك, ان الجانب العربي لم يقم
مشروعاته الخاصة الا في اضيق وادنى الحدوب» فهذه البرجوازية الناشئة كانت عاجزة عن القيام»
وحدهاء بالمشروعات الكبرى التي يقتضيها التطور الصناعي, وبرفضها المشاركة في المشروعات
التي تعرضها الدولة ضيقت دورها الاقتصادي في حياة البلاد الى ادنى حد. وكان الوطنيون
الفلسطينيون يتشبثون بشعار عدم المشاركة مع اليهودء مكتفين بايمانهم بحقهم في فلسطين
الكاملة وبطلان اية حقوق لليهود فيها
ورآيناء على سبيل المثال ايضاء كيف رفض الوطنيون الفلسطينيون الهجرة اليهودية الى
فلسطين, مستندين الى قناعتهم بأن «شذاذ الآفاق» الوافدين من دول عدة ليس لهم الحق في ان
يحلوا محل سكان فلسطين العرب, وذلك من غير ان يتقصى الوطنيون امكانية التحالف مع اي
يهود يعادون الصهيونية اى يتعمدوا تهيئة الظروف التي تشجع يهودا على معاداتها. كما ان
الوطنيين لم يتقصوا فرص التأثير في اليهود خارج فلسطين, في الدول التي لا تؤيد الصهيونية من
بين الدول التي يقيمون بها.
وبدا اثر هذا كلهء بأجلى ما يكونء في الموقف العربي من المشاريع السياسية ومن جملة
المسائل التي تتصل بادارة البلادء سواء المواقف من المشاريع التي عرضتها بريطانيا نفسها او
المواقف من المسالة برمتها خارج اطار هذه المشاريع. والذي لا شك فيه ان بريطانيا كان من
شأنها ان تدير البلاد ادارة مباشرة على طريقة المحتلين من غير اية معونة عربية محلية وكان ذلك
سيهيء لهاء على نحو افضلء تطبيق سياساتها بوجوهها كافة. الا انه لم يكن بمقدور بريطانيا
ان تتجاهل حقيقة الوجود العربي: ومستوى تطوره. بل إن هذا الوجود وهذا التطور قد جرى
الاقرار بهماء على نحو ماء في صك الانتداب الذي التزمت بريطانيا فيه, بأن «تنشط الاستقلال
المحلي قدر ما تسم به الاحوال»057. كما أن بريطانيا لم تملك ان تتجاهل المقاومة العربية التي
يحفزها الطمس الكامل للعرب وحقوقهم. ولهذا وذاك, لجأت بريطانياء تطبيقاً لالتزامها المزدوج '
بالوطن القومي اليهودي ويما تقره من الحقوق للسكان العرب؛ الى عرض مشروعات نتيح للعرب
شِْيثًا من المشاركة في ادارة شؤون البلاد. ففي العام 7؟5١/ عرضت بريطانيا مشروعا لدستور
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)