شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 204)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 204)
- المحتوى
-
الا ان ضغوط العوامل المتراكمة كلها انتهت الى الدعوة لاعلان الاضراب الهام؛ وذلك في
نيسان (ابريل) 1577, ابتدأ به عمال السكة الحديدء ثم انتظمت فيه بقية القطاعات المهنية
تباعا. ووقعت القطيعة الكاملة مع السلطات. ونشطت العمليات المسلحة. وهكذاء قامت الثورة
المسلحة كاول ثورة شاملة في تاريخ فلسطين الحديث.
وبادرت قيادة الحركة الوطنية لتنظيم صفوفها حتى تصير قيادة للثورة. فتشكلت بمشاركة
الاحزاب كافة عدا الشيوعيء اللجنة العربية العليا لفلسطين وانتدب الضابط السوري فوز
الدين القاوقجي «قائدا لقوات الثورة المسلحة في سوريا الجنوبية», كما سمى نفسه في البلاغات
التي كان يصدرها. واتجهت المقاومة نحو عدوين اثنين, الصهيونية وقوات الاحتلال البريطاني.
وكان هذا الامر يحدث لاول مرة بغير التباس. ١
وصدر بيان الثورة الاول في آب (اغسطس) حاملاً الدعوة «الى السلاح, ايذانا
بسقوط الحكم الاجنبي في فلسطين لمنافاته حقوق الشعب المشروعة, وقيام حكومة ثورية تستمد
وجودها من ارادة الامة». كما ان البيان الاول هذا دعا «الى ان تنسحب الجيوش البريطانية,
وتمنع الهجرة اليهودية منعا باتا وتجلى الجماعات التي هبطت فلسطين على اساس وعد بلفور,
ويقوم مجلس تأسيسي من ارادة الأمة يضع دستوراً للبلاد يعين شكل الدولة وتقوم, بمقتضاه.
حكومة وطنية مسؤولة امام مجلس نيابي تنتخبه الأمة انتخاباً حرلٌه0.
هذه الثورة, التي كان قوامها جمهور الريف والمدن الساخط, مثلت ذروة الوعى بضرورة
توجيه رأس الحرنة الى «رأض البلاء» اي الى بريطانيا. وكان الاتجاه الى مصادمة بريطانيا قد
تبلوره على نحو حاسم, في اوساط قطاعات هامة من قطاعات الحركة الوطنية؛ وعبر عنه الاجتماع
الوطني الذي انعقد في نابلس. في نيسان (ابريل) 1976 بمبادرة من حزب الاستقلال: حين نادى
بضرورة ان «توجه القضية توجيها صحيحاء اي انه يجب ان تتجه المقاومة ضد الانجلين اولاء
باعتبارهم اساس البلاء». وقد رأى الاجتماع «ان المسؤولية في ما وقع ويقع ملقاة على عاتق
[الانجليز]؛ ولا يجوز ان تصرف القضية الى مقاومة الصهيونية وحدهاء, وهو الاجتماع الذي
صدرت منه الدعوة الى الاضراب؛ وكان من نتائجه ان انسحب الاعضاء العرب من المجالس
البلدية التي يشترك فيها عرب ويهودب0")
اذن وكما يمكن القول استجابت قيادة الحركة الوطنية لنوازع السخط الشعبي العام؛
الا ان هذا لم يعن انها تخلت, كلهاء عن نهجها المساوم مع بريطانيا. والقيادة هي التي بادرت.
من جاتبهاء الى الاتصال بالملوك والامراء العرب حاثة اياهم على التدخل. وقد انتهت الاتصالات,
كما هو معروف, بتوجيه نداءات من الملوك والامراء تدعو اهل فلسطين الى وقف اضرابهم العام.
وبطبيعة الحال. استجابت القيادة الوطنية لهذه النداءات فور صدورها «لأن الامتثال لارادة
اصحاب الجلالة والسمو الملكي ملوك العرب وروّسائهم, والنزول على ارادتهم: من تقاليد العرب
الموروثة» ولأن القيادة الفلسطينية تعتقد جازمة «بأن اصحاب الجلالة والسمولم يأمروا ابناءهم
الالما فيه مصلحتهم», ولأن هذه القيادة تؤمن «بعظم الفائدة التي تنجم عن توسطهم
ومؤازرتهم», كما قال بيان اللجنة العربية العليا الذي صدر في تشرين الاول (اكتوير) 091955
واذا كانت هذه الاستجابة العاجلة قد اظهرت ان القيادة الوطنية ما تزال تومن بامكانية
التفاهم مع بريطانياء فانها قد تسترت, هذه المرة» بالمواقف العربية لكي تتفادى السخط الشعبي,
مفقدة رفضها للمشروع الصهيوني أحد اهم اسلحة مجابهته وهو سلاح الجماهير في مواجهة
7و1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)