شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 207)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 207)
المحتوى
مع دمشق وبغداد والقاهرة, بأمل ان تحملها على الضغط على بريطانيا كي تقبلها.
وكانت بريطانياء في ذلك الوقت, في مقدمة دول الحلفاء الغربيين المعنيين بمراقبة الصعود
المتسارع لدولتي المانيا النازية وايطاليا الفاشية. وكانت حكومتها المحافظة تتحسس خطر هذا
الصعود على مركز بريطانيا الامبرياللي ومصالحها في اوروبا وفي قارات العالم الاخرى؛ وتبذل
مجهودات يائسة للتفاهم مع زعيم الرايخ الالماني «ادولف هتلر» تفاهما يحفظ لها ما تتمسك به
من مركز ومصالح. وكانت حكومة حزب المحافظين تكاد تدرك؛ في الوقت نفسه, ان خطر الصدام
قائم, وعليهاء في ضوء ذلكء ان تهيىء نفسها لمجابهة شريسة مع عدوها النازي وامكانياته الكبيرة.
وفي وضع دولي كهذاء كانت بريطانيا حريصة على ترتيب اوضاع مستعمراتها ودفعها نحو التهدئة
والاستقرار. ولان العالم العربي كان مرشحا ليكون احد مسارح الصراع مع النازية والفاشية,
ولان بريطانيا تدرك ما لفلسطين من اهمية في العالم العربي, فقد تهيا سبب اضافي لحمل بريطانيا
على استرضاء العربء خصوصا وان اوساطا واسعة في الرأي العام العربي صارت ميالة
بمشاعرها نحو دول المحورء لا لشيء الا لضيقها بالسياسة البريطانية.
في جو كهذاء وفي ضوء العوامل المتقدمة كافة, صدر في ايار (مايو) 1515 بيان حكومي
بريطاني عرض خطة سياسية جديدة لتحديد مستقبل فلسطين. وقد تضمن هذا البيان: الذي
اشتهر باسم الكتاب الابيض لسنة 1574, عدداً من الترضيات الموجهة الى الجائب العربي.
وقد ابتدأ البيان*) باستبعاد فكرة التقسيم التي اقترحتها لجنة بيل لانه «وجد ان تشكيل
دولتين مستقلتين ضمن فلسطين.. ليس من الامور العملية», ثم اعاد التأكيد الذي تضمنته
بيانات سابقة مماثلة» على «انه ليس من سياسة [بريطانيا] ان تصبح فلسطين دولة يهودية»» وان
«واضعي صيغة الانتداب الذي دمج فيه وعد بلفور لا يمكن ان يكونوا قد قصدوا تحويل فلسطين
الى دولة يهودية خلافا لارادة سكانها العرب». واعتبر البيان انه «مما يخالف الالتزامات المترتبة
على [بريطانيا] نحى العربء بموجب صك الانتداب والتأكيدات التي اعطيت للجانب العربي؛ ان
يجعل سكان فلسطين العرب رعايا دولة يهودية خلافا لارادتهم». ثم اعلن البيان ان بريطانيا ترغب
«في ان ترى دولة فلسطينية مستقلة في النهاية. وينبغي ان تكون تلك الدولة دولة يساهم فيها
الشعبان المقيمان في فلسطين, العرب واليهود بممارسة سلطة الحكم على وجه يكفل ضمان
المصالح الركيسية لكل من الفريقين», على أن يكون مفهوماء منذ الآن» «انْ تشكيل دولة مستقلة
في فلسطين والتخلي التام عن رقابة الانتداب فيها يتطلبان نشوء علاقات؛ ما بين العرب واليهود,
من شأنها ان تجعل حكم البلاد حكماً صالحاً؛ في حيّز الامكان». وعلى هذاء فان «نمو الحكم
الذاتى في فلسطين لا بد له ان يسير على قاعدة النشوء والارتقاء. شأنه شأن البلاد الاخرى».
ورأى بيان الحكومة البريطانية ان تحقيق ذلك يتطلب فترة انتقالية حددت مدتها بعشر سنوات»
واقترح ان تتشكل حكومة فلسطينية تتسلم صلاحيات الحكم بالتدريج؛ خلال هذه الفترة, بينما
«تحتفظ حكومة جلالته. خلالهاء بالمسؤولية النهائية» بصفتها السلطة المنتدية». وبعد انتهاء
الفترة الانتقالية «ترتبط [الحكومة الفلسطينية] مع المملكة المتحدة بمعاهدة تضمن للبلدين
تطلباتهما التجارية والحربية في المستقبل ضمانا مرضياء. هذه الاقتراحات. رفضتها اللجنة
العربية العليا «لانها لم تحقق مطالب العرب». وقد اعلنت اللجنة اسفها لصدور هذه الاقتراحات
عن بريطانيا بعد ان فاوضها الوفد الفلسطيني «مسيقا بروح التساهل». وقال بيان('') اللجنة
الذي صدر بهذا الخصوص «ان اساس ما يشكومنه العرب هو هذا الصك [صك الانتداب] وما
0
تاريخ
مارس ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22202 (3 views)