شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 267)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 267)
- المحتوى
-
لانتهاج خط المناهضة المسلحة للاستعمار والسعي إلى ابرام اتفاق مع حزب «بلشفيكي» دون اي
تحفظ او حذر. فالزعماء الذين وجهوا الرسالة الى الحزب عرضوا خذلان دول الحلفاء (وخاصة
فرنسا وبريطانيا) للعرب بعد الحرب الاولىء ويأسهم من التوصل الى تحقيق الاهداف القومية
بالسبل التقليدية خلال اكثر من اثني عشر عاماً. وعقدهم العزم على توسل كل السبل لجمع شتات
الشعب وايصاله الى حقوقه وتشكيل حكومة شعبية محضة وتوحيد البلاد السورية بحدودها
الطبيعية. ثم استخلص مرسلو الرسالة انه لما «كان الحزب البلشفيكي غير استعماريء ومن رأيه
ان يمد يد المساعدة الى الشعوب الضعيفة وكنا واثقين من ذلكء قررناء نحن زعماء البلادء في
اجتماعنا الواقع مع ابي يوسف في ١4 تموز (يوليو) 1517, ان نكلف حزبنا الوطني بان يفاوض
الحزب البلشفيكي بالاتفاق معنا على تأمين غايتنا المذكورة ومعاونتناء فعلياً. بالمال والمسلاح
حسب الضرورة»017).
في نفس الوقت, تقريباًء أي في مطلع الثلاثينات: ظهرت اشارة ملموسة لكنها مقتضبة الى
المحاولات الاولى للتنظيم النقابي في شرق الاردن. ففي ذلك الحينء شرع الدكتور صبحي ابى
غنيمة في اقامة «اتحاد العمال الاردنيين» الذي كانء حسب والتر لوكيرء يضم حوالي الفي عضو
في صفوفه, واستمر بضعة اشهر قبل ان تقوم السلطات بحله!7".
واستناداً الى لوكير. ايضاً. فان هذه المحاولة لم تكن الوحيدة في الثلاثينات. فقد تلتها
محاولة جديدة لتنظيم العمال نقابياً في العام 1971: وقد جاءت بمبادرة من قاسم ملحم؛ الذي
قيل انه كان محاطاً باطار من اصدقاء الشيوعيين الفلسطينيين. وهذه المحاولة تعرضت, بدورها,
للاجهاض. ان جرى ابعاد الاشخاص المعنيين بالتنظيم العمالي المذكور الى خارج البلاد ومنعوا
من دخولها ثانية51".
وفي العام نفسه (15177), ظهرت اشارة لاحقة الى انه جرت خلاله محاولة لتنظيم نقابة أو
جميعة عمالية لسواقي السيارات. وذكر ان اضرابا للسواقين قد حدث في هذه الاثناء؛*). لكن»
ليس من المعروف ان كانت هذه هي ذاتها النقابة التي حاول اقامتها قاسم ملحم ام هي محاولة
اخرى من مسؤولية اشخاص آخرين. ومع ان البحث قد يجلو, في المستقيل؛ الغموض المحيط بهذه
المحاولات المتكررة في الثلاثينات, فان الملفت للانتباه هو ان بعض هذه المحاولات قد تم على ايدي
المثقفين الوطنيين الاردنيين.
فصبحي ابو غنيمة, الذي كان طبيباً تخرج حديثاً من الجامعات الالمانية واصبح فيما بعد
احد اقطاب المعارضة الوطنية في شرق الاردن» ارتبط اسمه بأول محاولة معروفة لاقامة «اتحاد
عماليء في الاردنء في اوائل الثلاثينات. ومع اننا لم نجد اي اشارة اخرىء باستثناء ما اورده والتر
لوكير عن هذا الدور لصبحي ابو غنيمة في انشاء اتحاد للعمال الاردنيين, الا انه بالقياس على
ادوار مماثلة للمثقفين في العمل النقابي في المنطقة يمكن ان نتصور ان محاولته هذه ربما تأثرت
بانطباعاته اثناء الدراسة عن قوة الحركة النقابية العمالية في المانيا في أواخر العشرينات ومطلع
الثلاثينات. كما يمكن فهم هذه المحاولة باعتبارها محاولة من هذا المثقف الوطني للاستناد الى
التنظيم النقابي العمالي من اجل الوصول الى قاعدة اجتماعية حديثة واطارات منظمة لمواجهة
السلطة الرجعية والسلطات الاستعمارية البريطانية: او ريما كانت: ايضاء محاولة للحصول على
غطاء قانوني لمماررسة النشاط السياسي, خاصة وان طلب تسجيل جمعية عمالية كان اسهل من
طلب ترخيص حزب سياسي معارضء ولا سيما قبل إقرار قانون جديد للجمعيات العام 1575,
م - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22209 (3 views)