شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 280)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 280)
- المحتوى
-
وتلويح الحركة الصهيونية بالرشوات:ء فقد كان جواب السلطان عبد الحميد على محاولات هرتسل
حاسماء اذ قال: «ان فلسطين ليست ملك يميني؛ بل هي ملك شعبي الذي رواها بدمه... فليحتفظ
اليهود بملايينهم. ان عمل المبضع في بدني لاهون عل من ان ارى فلسطين وقد بترت من
امبراطوريتي, وهذا امر لن يكون»2).
وقد يكون وراء الاصرار التركي على رفض مساعي هرتسل شعور الاتراك بالعداء العربي
للنشاط الصهيوني؛ بعد تزايد المخاوف العربية من التغلغل الصهيوني الهادف الى اقتلاع عري
فلسطين واقامة كيان صهيوني؛ ولقد تجلت نوايا الحركة الصهيونية في هذه الفترة عبر تصرفات
صهيونية متعددة, منها شراء الاراضيء وطرد الفلاحين. وانشاء المستوطناتء واقامة المدارس
اليهودية» واحياء اللغة العبرية؛ ووضع طوابع يهودية؛ وانشاء محاكم خاصة باليهود").
ثورة «الاتحاديين» على عبد الحميد سنة 16١8 اثارها وابعادها
ادى العسف والفساد في العهب الحميدي. الى قيام جماعة «الاتحاد والترقي» بارغام
السلطان عبد الحفيد سنة ١6١8 على اعلان الدستور. وإجراء انتخابات للبرمان (مجلس
المبعوثان). وقد نص الدستور على «اطلاق بعض الحريات وحق اصدار المسحف ووجوب اجراء
انتخابات للمجلس التشريعي»0".
وتوهم رعايا السلطنة ان فجررً جديداً قد اشرقء وان «الرجل المريض» قد شفي من جميع
أوصابه؛ فعمت الفرحة قلوب الجميع وانتعشت الامال في الصدور؛ فهذا خليل السكاكيني؛ الذي
نزح الى الولايات المتحدة تخلصا من جور الاتراكء يقرر العودة الى مسقط رأسه؛ القدسء ويقول:
«قرأت اليوم في الجرائد العربية ان جلالة السلطان منح البلاد الدستور, الامر الذي سررت به
كثيرا واستبشرت به خيرا. الان» واذ رجعت الى بلادي يكون رجوعي في محله. واذا صحت الاحلام:
يكون المجال امامي واسعا. الان» استطيع ان اخدم بلادي. الان, استطيع ان انشىء مدرسة
وجريدة وجمعية للشبان. الانء نستطيع ان نرفع اصواتنا عاليا بدون حرج. فلينعم بالك يا سورياء
صبرت كثيراء فنلت مبتغاك؛ ليرتد الطامعون بذا خائبين ولتحيى سوريا»("©.
وهذا نجيب نصار صاحب جريدة «الكرمل»» الذي كان اليأس من مظالم الاتراك قد استبد
به فقرر الرحيل عن فلسطين, نراه. بعد اعلان الدستور, ينثني عن رغبته هذه ويقرر البقاء بعد
ان ذاق الأمرّين على مدى خمس سنوات سبقت اعلان الدستور «إنه. لخمس سنوات مضت, كان
قد يئس من امكانية العيش بحرية في ظل النظام التركيء ولذلك قرر الهجرة الى بلاد اخرى, ثم
اخذ ينتظر, على أحرّمن الجمر, حتى يرتب أعماله ويهيىء نفسه جرة متأسفا على الجهود التي
بذلها فيما مضى. وفيما هو على هذه الحالء اعلن الدستور, فاستقبله اول الامر بالشك لانه لم ير
بين الشعب وبين الموظفين اي استعداد لذلك. وبالرغم من هذاء فقد جعله مناط اماله وقرر
تأييده»,
لكن الامال الكبيرة سرعان ما تبددت بعد خلع «الاتحاديين» للسلطان عبد الحميد؛ في 4؟
نيسان (ابريل) سنة .١4١4 والمناداة بمحمد رشاد سلطاناً. لقد التقت مصلحة «الاتحاديين» مع
مصلحة الحركة الصهيونية في الاطاحة بعبد الحميد الذي رفضء دوما وباصرارء امال مقابل
الهجرة الصهيونية الى فلسطين. وكان اهل الحكم الجديد من الماسون ومن «الدوتمه» اي اليهود
5١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39366 (2 views)