شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 281)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 281)
المحتوى
المتسترين الذين كان لهم دور رئيسي في خلع السلطان وتوجيه دفة الحكم فيما بعد("). وسرعان ما
ظهر الفتور في العلاقات بين العرب والاتراك بعدما «اتضح ان عناصر جمعية الاتحاد والترقي
كانت تركية اولا ويهودية ثانياء وان الاتجاه القومي الطوراني يقضي بسياسة 'التتريك' وطمس
معالم اللغة العربية والشخصية العربية»!0. ونتيجة للسياسة التركية الجديدة» اخذ الشعور
القرمي العربي يتيقظ ويتبلور. ونش العديد من الجمعيات السرية والعلنية في بلاد الشام وخارجهاء
منها ما نادى بالاستقلال التام عن الاتراك مثل «العربية الفتاة» التي كانت في باريسء ومنها ما
نادى بالاستقلال الاداري مثل «القحطانية» و«الاصلاح» و«اللامركزية» و«الغهد». و«كانت اليقظة
العربية الحديثة, ودعامتها النخبة العربية من المثقفين, تسعى جاهدة, بغد فترة, الى أحياء فكري
للحصول على حقوق العرب القومية داخل اطار الامبراطورية العثمانيةء وبدت الصهيونية عدوا
سوف يغتصب منهم, في المستقيل, ارضا عربية, ويشكل تهديدا خطيرا للفكرة العربية
الناشكة,(0.
لقد كانت وجهة النظر العربية مجمعة على خطورة الهجرة الصهيونية الى فلسطين؛ لكنها
كانت متباينة في تقدير حجم الخطر؛ فالفلاحون كانوا اكثر تخوفا من سواهم لان الهجرة
الاستيطانية تعني اقتلاعهم وحرمانهم من العيش, اما المثقفون الذين اطلعوا على نوايا الحركة
الصهيونية وادركوا خطورتهاء فكانت خشيتهم كبيرة منهاء واخذ الرآي العام يتجه لمعاداة النشاط
الصهيوني. وكان لحضور جمهور غفير من الناس محاكمة الصحف المعارضة للحركة الصهيونية
دلالة بالغة على هذا الاتجاوا"").
الصحافة الفلسطينية في ظل دستور ‎١5-8‏
اقاد دستور 140 العرب من جراء اعطاء بعض الحريات النسبية. فلقد كان ذلك العام
عام الصحافة الفلسطينية, ان صدرت .خلاله في فلسطين, ثلاث عشرة جريدة كانت ابرزها
«الاصمعى» لحنا العيسى: و«القدس» لجرجي حنانياء و«الكرمل» لنجيب نصارا"). ولقد لعبت
الصحافة دورا مميزا في تنوير الرأي العام وتنبيهه الى المخاطر الجسيمة المترتبة على التغلغل
الصهيوني في جسم «الاتحاديين»؛ حكام تركيا الجدد. والذي من شأنه ان يؤدي الى قيام كيان
صهيوني على انقاض الوجود العربي في فلسطين. لكن ثورة الصحافة العربية على «الاتحاديين»
والحركة الصهيونية قد دفعت اقطاب هذه الحركة الى اتباع سياسة مدروسة في مواجهة هذه
الثورة, وذلك من خلال شراء بعض الصحف العربية لتقوم بدور تضليلي للرأي العام فتعمل على
ذر الرماد في العيون. ومن هذه الصدف «المقطم» و«الاهرام» في القاهرة؛ و«لسان الحال» و
«النصير» في بيروت, و«جراب الكردي» و«النفير» في فلسطين. كما جندت الحركة الصهيونية بعض
الاقلام المأجورة للدفاع عنها والتقليل من مخاطرها وتبيان المنافع المادية التي ستعود على عرب
فلسطين من جراء الهجرة اليهودية؛ كما عمدت هذه الحركة الى التقليل من اهمية العداء العربي
للصهيونية فعزته «احيانا الى جهل لغة وعادات وطبائع العرب واحيانا الى عداء المسيحيين المتأثر
بفكرة المعاداة للسامية - برأيهم :او الناتج عن التنافس الاقتصادي والثقافي»!”0.
ومن سياسة الحركة الصهيونية التضليلية؛ المحاولات التى بذلت في الاوساط العربية «من
اجل التقارب, بحجة المنفعة المتبادلة.وتقارب الشعبين والعملء معاء لاحياء الشرق وما يمكن ان
53
تاريخ
مارس ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39366 (2 views)