شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 286)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 286)
- المحتوى
-
ولم يرق لنصار دفاع محمد كرد علي عن السلطة التركية وتركيزه اللوم على الشعبء فقد
شددت «الكرمل» على اهمية دور السلطة في عملية الاصلاح والنهوضء ولم تتوقف دعوتها الى
التحذير من المطامع اليهودية؛ بل ذهبت الى التشديد على اعمار الارض وانهاض الزراعة فيها.
«ويبدو ان حملة المعارضة قد اثمرت» اذ مع كل ما كانت تبديه الاوساط الحاكمة من عطف على
العمل الصهيوني, نتيجة لتزايد النفوذ اليهودي الصهيوني في الدوائر المركزية, ظهر ميل من
السلطات المحلية الى التشدد في تطبيق القيود السايقة على اليهود»؟".
وفي اواخر العام .15٠١ اهتمت «الكرمل» بالاراضي المدورةء اي الاراضي التي تنازل عنها
اصحابها للسلطان عبد الحميد تخلصا من الضرائب. والتي آلت ملكيتها للخزينة العثمانية بعد
خلع عبد الحميد. وحين حاول نجيب ابراهيم الاصفر, احد اعضاء مجلس ادارة بيروت سابقاء
استئجار هذه الاراضي الاميرية لمدة تسعة وتسعين عاماء وبينها اراض في غور بيسان واريحاء
ابدت «الكرمل» قلقها وفضحت النوايا الكامنة وراء العملية. مشيرة الى ان شركة بلجيكية تدعمها
الصهيونية تقف وراء الاصفر ومحاولته. وقد ادت هذه الحملة؛ وسواهاء الى افشال عملية
الاستكجار 9.
ومن امور بيع الاراضيء التي ناضلت «الكرمل» للحؤول دون اتمام الصققة بشأنهاء ما
كان بشأن اراضي قرية «الفولة» التي تقع بالقرب من الخط الحجازي بين حيفا ودمشق وفيها قلعة
تاريخية من ايام فتوحات صلاح الدين. ولقد قام نصار بزيارة قائمقام الناصرة. شكري العسلي»
وباحشه بالامر, فقام هذا الاخير بحت الاهلين على ارسال برقيات الاحتجاج لأولي الشأن في.
السلطة, «وقد اقرت الحكومة منع بيع الاراضي الواقعة على جانبي الخط الحجازي. والفولة قلعة
تاريخية من فتوحات صلاح الدين تقع على ملتقى الطرق»"). وكان ان شدد نصار من حملته
على الاغنياء الذين يخونون وطنهم فيبيعون الارض لليهودء وسخر من اولِئك الذين يبيعون حتى
نصب صلاح الدين بمال ينفقونه على الملاهي ويورثون ابناءهم البلاء*).
ومن الغريب, ان بعض المثقفين العرب من أمثال رفيق العظمء احد ادباء وساسة عصر
النهضةء لم يأخذوا بمقولات «الكرمل» حول الخطر الصهيوني الذي يتهدد الوجوب الفلسطيني»
سياسيا واقتصاديا. فلقد حصر العظم الخطر بالناحية المعيشية الاقتصادية فقطء مستبعدا
تحقيق الفكرة الصهيونية بقيام كيان سياسي لها في فلسطينء ومدعيا مغالاة «الكرمل», وسواهاء
في تشخيص الخطر الصهيوني. وكان ان لاقت مقولات العظم استحسانا لدى الاوساط الصهيونية
«فكتب سليمان يلينء في جريدة 'لسان الحال' البيروتية متبنيا مقولة العظم بأن اليهود لا
يطمحون الى استقلال سياسيء وكل ما يبغونه ايجاد مزارع لايواء اليهود المضطهدينء فالبرنامج
اقتصادي بحت ليس له وجهة سياسية. وذهب نسيم ملول, الكاتب الصيهوني الاخرء الى الموافقة
على مقولة العظم في نفي المقصد السياسي عن الصهيونية»/7.
وجاء رد نصار على العظمء دون ان يسميهء مفحماء كما فضح تمويه الكتاب اليهود الذين
ينفون فكرة الاستقلال السياسي؛ واورد ما قاله نوردو من «انهم يسعون, في فلسطين. لا الى
امتلاك بضعة الاف فدان يُسكنون فيها المزارعين الاسرائيليين» وانما يسعون لاتمام مقررات
التاريخ لهم فيها». كما اظهر زيف ولاء اليهود للعثمانيين» فهم يحتفظون بهويات اجنبية «ولم يحبوا
من الدولة العثمانية الا موظفيها الذين يخدمون مقاصدهم»"). ويوضح بعد ذلك الاضرار
الاقتصادية التي الحقوها بالفلسطينيين والشقاء الذي سببوه لاهل البلاد.
145 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39366 (2 views)