شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 291)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 291)
- المحتوى
-
' يبصرون. وقادته هذه المرارة الى التساول عن ازوف لحظة اليقظة والقيام من الكبوة التي قد لا
تأتي الا بعد فوات الاوان ووسدّ ابواب الرزق امام الاهلين9.
ومن بين الامور التى دعت اليها «الكرمل». مطالبة السلطة بضرورة اسكان مهاجري
البلقان من المسلمين في سورياء لان ذلك «... اضمن مستقبل العثمانية من الافساح للجمعيات
الصهيونية للاستعمار ونقل المهاجرين الصهيونيين بالالوف الى. البلاد»؛ فثارت ثائرة «المقطم»
ورآت في دعوة «الكرمل» محاولة يراد منها اضعاف الجنسية العربية عن طريق ادخال عناصر
اجنبية اليهاء فابدت «الكرمل» عجبها لآن «المقطم» لم تجد في الهجرة الصهيونية الى فلسطين
ادنى خطر. وانما ترى الخطر الجسيم ماثلا في هجرة مائة عثماني الى سوريا هربا من الحرب
«وعهدنا ب 'المقطم' مفتوح الصدر للمقالات الكتبة الصهيونيين الذين هاجرواء وفي مئات منها
على صفحاته؛ بكون البلاد السورية قليلة السكان وان الصهيونيين آتون لاستعمارها
واستثمارها... مثل 'المقطم' لا يجهل مقاصد الصهيونية القومية ومراميها الاستقلالية... ليس
من المعقول ان يكون امثال الدكاترة (اشارة الى ضاحبي المقطم فارس نمر ويعقوب صروف) غير
مطلعين على الانسيكلوبيديا اليهودية والحركة الصهيونية وتصريحات زعمائها... فكيف لم يخف
'المقطم' على العرب وعنصرهم من الصهيونية التي تخيف حركتها اعظم الممالك واكثرها الماما
بفنون الاقتصاد ولم يكتب كلمة تحذين!؟".
لقد أدت هزيمة الاتراك في البلقان الى عودة «الاتحاديين» الى السلطة بدل «الائتلافيين»»
الذين عرف عنهم تعاطفهم الشديد مع الحركة الصهيونية: فكتبت «الكرمل» مقالاً عنوانه
«الوزارتان» هو عبارة عن كتاب مفتوح الى الحكومة الجديدة اوضح انه لم يبق للعثمانيين سند
سوى العرب. وان على السلطة ان لا تدع فلسطين تسقط في ايدي الاجانب» وحذر السلطة من
ان التساهل مع الصهيونيين يبعد اصدقاءها عنهاء ويجب محاربتهم بسلاحهم وذلك بنشر
التعليم على المبادىء الوطنية وتنشيط الاهالي على تأليف الجمعيات والشركات الزراعية
والاقتصادية!". وبقي الاتحاديون يتعاطفون مع النشاط الصهيوني رغم تكرار التحذيرات. وفي
اعقاب هزيمة الاتراك في البلقان: استغلت الحركة الصهيونية حاجة الاتحاديين الى المال» فراحت
تلوح به مقابل الهجرة غير المقيدة, فذكرت «الكرمل»: «انه اذا لم تنتبه الحكومة ويتعاون الشعب
معها لوقف التيارء فالصهيونية مالكة البلاد لا محالة والعثمانيون خارجون منها كما خرجوا من
طرابلس ومكدونيا»(1"".
ومع كل هذه الصيحات وظهور بوادر الكيان الصهيوني الذي نما كدولة ضمن الدولة
بمؤسسات متعددة: رأت «الكرمل» ان «الاطماع الصهيونية لا تقتصر على انشاء دولة في فلسطين,
بل دولة تمتد على منطقة الشرق العربي كله اذا لم يتدارك الخطر». وبدت التحذيرات غير مجدية
ان بالنسبة للسلطة او للسماسرة والاعيان «الذين يدعون الامارة ولكنهم يريدونها على الحجارة»,»
وهم بالتالي لا يخافون العواقب ولا يتحسبون للمصير الاسود "0 .
ولم يكن سبيل الا المضي في الدعوة لانشاء الشركات الوطنية ومتابعة النشاطات الصهيونية,
داخل فلسطين وخارجهاء وملاحقة السلطات المحلية المنحازة للصهيونيين والطلب منها مساعدة
المواطنين العرب في النهوض والتنمية"). لقد بدا واضحاً ان العرب النابهين في فلسطين كانوا على
بيّنة مما يجري اكثر من العرب الذين كانوا خارج فلسطينء ويرون امكانية للتعايش والتفاهم مع
الحركة الصهيونية. - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39366 (2 views)