شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 583)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 583)
- المحتوى
-
فيه عزله عن عناصر الضراع المادية التي هي الاهم غالباً ولها الأولوية في تحديد طبيعة
الصراع ونتائجه وفي خلق اضافات نظرية جديدة الى الوعي الانساني.
لن نخوض في هذا الجانب النظري للموضوع: ولكن نشير. بسرعة؛ الى بعض النقاط
العملية التي تواجه اغلب الاحزاب الثورية, والتي كثيراً ما تختلف الاجتهادات حولهاء من
حزب الى آخر.
لنتاول مثلاًء موضوع تعبئة تعبئة العمال والفلاحين المحرومين في مطلع الثلاثينات. طبعاً, لا
يمكن ان تتم تعبكتهم عفوياً الاعبر تطور تاريخي طويل واحداث تاريخية معقدة ومثلما يمكن
أن يكونوا جزءاً من التركيب الموجب (سنثين 589886515 ) في مجرى التحولات التاريخية,
يمكن ان يكونوا جزءاً من الاطروحة السالبة في ذلك المجرى (الأنتي ثيز 15ذوع 601 دش ): كما
كان الامر بالنسبة للهنوب الاميركيين؛ او لنظائرهم في مختلف القارات.
من اجل تعبئتهم الارادية والعقلانية يجبء قبل كل شيء» ان يوجد الطرف الذي يقوم
بالتعبتة, وهوء هناء الطليعة الثورية المنتظمة في حزب ثوري. لكن الى اي مدى تملك الطليعة
الوسائل الايديولوجية والمادية؟ ذلك يختلف من مكان الى آخر, من جهة؛ ولايتم بشكل منعزل,
من جهة ثانية؛ ويتعلق بالبنية الاجتماعية والتنظيمية لحزب, من جهة ثالثة.
يجبء ايضاًء الوصول الى العمال والفلاحين» وليسٍ ذلك بالعملية السهلة. طبعاًء
الاتصال الشخصي ضروري واساسيء لأنه, وحده تقريباً. الذي يرفد الطليعة الثورية
بالامكانات البشرية المنظمة الجديدة: ولكنه, مهما كان واسعاً ومكثفاً. فانه يبقى محدوداً
نسبياًء وغير كافب, ويحتاجء في نفس الوقت, الى التغلب على عقبات كبيرة؛ يدخل التغلب عليها
في صلب الكفاح الثوري.
احدى العقبات الهامة تتكون من الحواجز المادية التي تصنعها التشكيلات الاجتماعية
والاقتصادية البورجوازية؛ اى الرجعية؛ قالرأسمالي يمنع الاتصال بعماله؛ والاقطاعي يمنع
الاتصال بفلاحيه او اجرائه, والمعلم يمنع الاتصال بصناعه, والزعيم الديني أى السياسي
يمنع الاتصال بطائفته او بكتلته؛ والدولة الرأسمالية؛ او الاقطاعية؛ اى الرجعية بشكل عام:
تمنع النشاط الثوري: وحتى النشاط السياسي؛ في مناطق سيطرتها.
ومن العقبات الكبيرة, الحاجز المعنوي الذي تصنعه الاوساط الفقيرة المضلّلة, نفسهاء
امام العمل الثوري. كذلك, تتحول الانتماءات القبلية والعرقية الطائفية. بمختلف صيغهاء
الى اوهام راسخة تحجب الطريق الشوري عن قطاعات وأسعة من الفئات الاجتماعية
المستقّلة, وتدفعها في خدمة مستغليها. هذه الانتماءات هي التي يعتمدها أسياد الانظمة
الرجعية من اجل تسخير اعداد كبيرة من البشر 0 نشاطاتهم الاقتصادية والاجتماعية
والسياسية. الفئات الاجتماعية المستقّلة هي التي تنتج للاسياد الرجعيين؛ وهي التي تقدم
لهم كل انواع الخدمات على الاطلاقء ومنها الخدمات ' القمعية والحربية, وهي التي تتلقى,
“أخيراً. كل انواع الصدمات عنهمء فتحصد الموت او العاهة في الحرب؛ والفقر او البطالة في
السلمء والعار اى السجن في الخدمات القذرة» أى غير المشروعة, الخ؛ وتحصد كل انواع ما
يسمى ب«الفساد» في المجتمع.
وافراد الفئات المستغّلة يلتصقونء في ظرف ما تاريخيء بالمستغلين: لا بدافع انتماء ما
نظري او ايديولوجي فقط. وانما بتركيب متشابك, يتعزز فيه خيط الشد الاجتماعي بالمصلحة
3: - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed