شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 585)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 585)
- المحتوى
-
لا شك في ان الكفاح الثوري صعب وليس نزهة؛ ولكنه ممكن, من جهة, وضروري من
جهة اخرى.
ومثلما تحليل المجتمع يحتاج الى مرتكزات علمية فان العمل الثوري يحتاج؛ بدرجة
أعلى» الى أسس علمية في استراتيجيته, وفي تكتيكه . فالكفاح بشكل عشوائي ٠ أو بشكل غير
ناضع, يقدم الى السلطات الرجعية انتضارات سهلة تستفيد منها في تعزيد مواقعها ؛ لذلك,
أهم ما يطلب من الطليعة الثورية هو سعة الافق وعدم الوقوع في المنزلقات والمطبات التي
تضعها القوى الرجعية نفسهاء وعدم الفصل بين الامكانات التي تملكها الطليعة وبين
الاهداف التي تضعها لنقسها.
لقد وضع الحزب الشيوعي الفلسطيني في وثائقه التي اقتطفنا بعض فقراتها هدفاً له.
هى الاطاحة بالامبريالية البريطانية. هذا الهدف عظيم جداًء ولكن هل هو هدف أم أمنية؟ هل
يستطيع الحزبء في الثلاثينات: الاطاحة بالامبريالية البريطانية؟ آم كان باستطاعة
الامبريالية البريطانية الاطاحة به بسهولة؟ ما هي الوسائل التي كانت لدى الحزب في
العشرينات, او في الثلاثينات, للاتصال الجماهيري؟ زماذا كانت استراتيجيته لتعبئة الفثات
المستغلة التي يعتمد عليهاء فئات العمال والفلاحين؟ كانت وسائله بسيطة وليست مجدية
لتحقيق الاهداف الكبرى الموضوعة. مثلاً. في العام 1571١ خرج العمال اليهود الشيوعيون»
في يافاء يتظاهرون في أول أيار (مايو), وكانوا قد وزغوا منشوراتء بالعربية والعبرية
واليديشية» فاعتدى عليهم المتظاهرون الصهيونيون, وكانوا اكثرية؛ وطاردوهمء كما طاردتهم
قوات الامن الحكومية (البريطانية)» فالتجأوا الى الحي الاسلامي. هناك, أشيع ان «اليهود»
هجموا على المسلمينء وأوكلت «عقوبة» الشيوعيين الى الجمهور الاسلامي المضلّل.
كان الحزب الشيوعي الفلسطيني يواجه في الثلاثينات قوى ضخمة: امبريالية ورجعية
صهيونية ورجعية عربية. كان عليه ان يتحرك ضمن أرض معادية تماماً ٠لا يستطيع ان يلجا
فيها الى اي جهة. الداخل موصد امامه, والخارج موصد كذلك.
الا يجد العديد من الطلائع الثورية في العالم نفسه في نفس الوضع, او في وضع مشابه؟
مع ذلك يوجد» دائماء مخرج. وهذا المخرج يفترض أن يوضع في معادلة زمانية مكانية -
اجتماعية. يجب على الطليعة الثورية بالاستناد الى التحليلات التي قامت بها والتي تربسم
المخطط الديناميكي للقوى الداخلية والخارجية الفاعلة في مجتمعها وللصراعات الطبقية
الاساسية والثانوية الجارية, ان تجيب» بشكل علميء على مجموعة كبيرة من الاسئلة: اين
هي النقطة التي يجب ان تدخل منها الى هذه الصراعات؟ ما هي القوى التي يمكن ان
تتحالف معهاء والى اي مدى؟ الى اي درجة يكون التحالف لمصلحة القوة الاخرى؟ ما هو
الهدف المرحلي الذي يمكن ان تحققه؟ ما هو المنظور المستقبلي لحركتها؟ هل تستطيع ان
تضرب ضربة قوية تؤثر بها على مجرى الامور؟ ومتى؟ وكيف؟ وما هي فرص النجاح؟: الخ.
كل ذلك لا يمكن الاجابة عنه الا بالانطلاق من الحالات الخاصة, ولكن في اطار القوانين
العلمية للتحول الاجتماعي. الحالة الخاصة لا تغير القوانين» ولا تخلق استثناءات: وانما
اخذها في الاعتبار يعني الدقة في فهم قوانين التحول الاجتماعيء وتطبيقهاء ويعني ان
الطليعة الثورية لا تعيش ازدواجية القانون النظري والفوضوية التطبيقية.
مثل هذه الازدواجية عاشتها منظمات عديدة طرحت نفسهاء في ظرف ماء كطليعة ثورية,
5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39373 (2 views)