شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 586)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 586)
- المحتوى
-
ثم تحولت إما الى جهاز مشلول بسبب عجز فوضويتها التطبيقية عن الانسجام مع تحليلاتها
النظريةء او الى جهاز منحرفء وربما انتهازي: بسبب تغليبها الفوضوية التطبيقية وتحويلها
الى نوع من البراغماتية.
لا نستطيع, الآن, تقدير ظروف الحزب الشيومي الفلسطيني في الثلاثينات بدقة» ولكن,
بشكل عام كان امامه واحد من خيارين: إما ان ينتهيء عملياً. كتنظيم؛ او ان يدخل معمعمة
الصراع القائم من خلال التنقاضات الغنية التي كانت موجودة. تنقاضات بين الامبريالية
والقيادات الفلسطينية:؛ وبين الاولى والقيادات الصهيونية» وبين القيادات الفلسطينية
والقيادات الصهيونية» وبين القيادات الفلسطينية فيما بينهاء والقيادات الصهيونية فيما
بينهاء وبين القيادات الفلسطينية والعمال والفلاحين العرب» وكذلك بين القيادات الصهيونية
والعمال اليهود.
في هذه التنقاضات هناك, دوماً خط تقدمي, سواء كان عميقاً واضحاً أوواهياً. والطليعة
الثورية يمكن ان تضع نفسهاء بمقدار ما تسمح لها وسائلها. في الموقع التقدميء» وتبني
تحالفاتها العابرة, او البعيدة المدى نسبياً. على هذا الاساس. ولكي تثبت الطليعة الثورية
وجودهاء يجب ان تفعل. ولكي تفعلء يجب ان تسير على ارض واقعية: ومن خلال التناقضات
الاجتماعية المحسوسة. القائمة فعلا . في نفس الوقتء: يجب ان تكون وظيفة أي خطوة جديدة
هي ان تزيد وتعمق صلتها بالعمال والفلاحين. ربما يكون مفروضاً على الطليعة الثورية ان
تعمل على المدى القصير او على المدى الطويل؛ كل ذلك يتحدد على ضوء المعادلة الزمانية -
المكانية - الاجتماعية التي يفترض ان توضع بشكل علميء وعلى ضوء قوانين التحول
الاجتماعي.
1١١
لقد تحرك الشعب الفلسطيني في الثلاثينات متأثراً بتأثر قياداته بالاطار العربي . وكان
لهذا التحرك سمتان هامتان تختلفان عن بعضهما اختلافاً عميقاً. السمة الاولى هي المتعلقة
بالمنظور الكفاحي ؛ فالنضال العربي متكاملء ويفترض الآن ومن قبل وفي كل وقت ان تتضامن
المنظمات الثورية .العربية» وان تجد الصيغ الصحيحة للتعاون في مختلف مراحل المعركة
التحررية. والبروليتارية؛ والسمة الثانية هي المتعلقة بالواقع السياسي العربي, اذ كانت
لمنطقة العربية في الثلاثينات تحت سيطرة الامبريالية البريطانية والفرنسية, والاطار العربي
يمكن ان يعني اذا لم يكن تضامناً نضالياً وقوع التحرك الفلسطيني تحت تأثير الزعماء
العربء وهذا يعنيء بدوره؛ الوقوع في قبضة الامبريالية ذلك ما حدث تماماً. ٠ فجميع
التضحيات الجماهيرية, العربية والفلسطينية؛ وظفت لصالح حصول الزعماء الرجعيين
العرب على مزيد من المكاسب, من جهة» وحسن تنفيذ المخططات الامبريالية؛ من جهة اخرى.
«الارض الصديقة». التي هي المجال السياسي العربي, كانت» 8 حقيقتها ٠ تمويهاً لأرض
معادية لقي فيها آلاف العمال والفلاحين الفلسطينيين الموت او الدمار أو التشريد.
طبعاً, كان ضرورياً الاستفادة من الامكانات الايجابية في الواقع السياسي العربي. واكثر
من ذلك؛ ان مشل هذه «الاستفادة» لن تكون, في كل الاحوال؛ ايجابية فقطء وأنما لها
مضاعفاتها السلبية؛ ومن السذاجة الا تضع الطليعة الثورية المضاعفات السلبية في
هه - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed