شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 587)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 587)
- المحتوى
-
حسابها؛ ولكن يمكن في كل الحالات تحريك الأمور بشكل يغلب فيه الجانب الايجابي على
الجانب السلبيء وفي ذلك تقدم الى الامام. ١
لكن ما حدث في الثلاثينات كان غير ذلك. لم يكن الامر مجرد «استفادة» من الجائب
الايجابي (من مسناهمة القاوقجي والمتطوعين العربء مثلاً) . وانما كانت القيادة الحقيقية في
يد الزعماء العرب» اي كانت, بشكل غير مبائي في يد الامبريالية البريطانية.
هل كان من الممكن غير ذلك؟
الواقعء ان الاحداث التاريخية هي نتيجة علمية لمجموعة اوضاع وكمونات موجودة
واقعياً. وتتفاعل فيما بينها حسب قوانين التحول الاجتماعي. في حالةٍ فلسطين. الامور التي
كانت قائمة بعد الحرب العالمية الأولى تلخص بالعناوين التالية: وضع اقطاعي متأثر
بالرأسمالية الدولية؛ سلطة امبريالية منتصرة في الحرب وتضع يدها على المنطقة العربية؛ وهي
سلطة انتداب بالنسبة لفلسطين؛ غزى استيطاني صهيوني برعاية سلطة الانتداب.
ونتجت عن ذلك مقاومة فلسطينية بطولية, انما بقيادات تقليدية وفي ظل قيادات عربية
رجعية؛ كما نتج تقدم مستمر في عملية الاستيطان الصهيونية» وتعميق مستمر لسيطرة
القيادة الصهيونية على اليهود الفلسطينيين.
في نفس الوقت, افرزت مجموعة الصراعات التي جرت قوى ثورية بالمعنى العملي الواقعي
وبالمعنى العلمي البروليتاري, ولكنها كانت اضعف من أن تؤثر في مجرى الاحداث؛ فاقتصر
تأثييها على كونها تؤلف مساهمة واعية في مسار النضال الفلسطيني.
اذنء لم يكن ممكذاً؛ تاريخياًء ان يحدث غيرما حدث. فلكي تجري الاحداث بشكل آخر,
ينبغي ان تتغير الى هذا الحد او ذاكء الاوضاع التي نشأت على أثر الحرب العا مية الاولى.
لكن يمكن على ضوء تحليل أحداث الثلاثينات الوصول الى النتيجة البدهية, بان الحيّز
(المعنوي والمادي) الذي يخلق الواقع السياسي العربي لم يكن «ارضاً صديقة». بمعنى» انه
حتى تستفيد طليعة ثورية ما منه, يجب أن تتعامل معه بحذر, والا تقع في مطب الخلط بين
«وحدة النضال العربي»؛ و«تفصيل النضال في بلد عربي ما وفق الواقع السياسي العربي».
تلك النتيجة البدهية بقيت صحيحة في الاربعينات بعد الحرب العالمية الثانية (اعتمد
الشعب الفلسطيني على الدول العربية من اجل اتقاذهء فأدى ذلك الى احتلال بلاده والى
تشريده). كذلك؛ لم يكن ممكناًء حينئذء تغيير ما حدث. القيادات العربية الاقطاعية -
الرجعية, والمجتمعات العربية التي يغلب على اجزاء كبيرة منها الوضع القبلي - الاقطاعي»
والامبريالية التي خرجت من الحرب العالمية الثانية منتصرة وتملك السيطرة الكاملة على
المنطقة العربية» وضعف القوى الطليعية الثورية: تنظيماً وحجماً. كل ذلك لا يمكن أن ينتج
عنه سوى احتلال فلسطين وتشريد سكانها العرب في كل المنطقة العربية, وفي المهاجر البعيدة.
لقد أحدث احتلال فلسطين هزات كبيرة في المنطقة العربية يمكن تلخيصها بانها
عصفت. الى حد كبير بالسيادة الاقطاعية الرجعية ورفعت الى السطح (بصيغ سياسية
متنوعة, لا شأن لنا الآن بها) البرجوازية الصغيرة.
ان الخوض في موضوع البرجوازية الضغيرة واسع ولن نتعرض له. لكن لا بد من المرون,
باقتضاب شديد,ء على عدة نقاط اساسية. اولا: البورجوازية الصغيرة هي بورجوازية,
وتتحولء بالاستيلاء على الامتيازات: الى بورجوازية كبيرة (المقصود بورجوازية كبيرة نسبياً
9 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed