شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 589)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 589)
المحتوى
نفس البنية الاجتماعية للبورجوازية الصغيرة ان تقوم بدور الطليعة الثورية وان تحرق
المراحل وتنقل المجتمع في الطريق اللاراسمالي من المرحلة السابقة للبورجوازية الى المرحلة
الاشتراكية؛ وذلك لا يتم الا بتأثير وبمساعدة القوى الاشتراكية الدولية. بهذه الآلية نشأت
الانظمة السائرة في طريق لارأسمالي والانظمة التقدمية في العالم النامي. لكن: يجب القول
هنا بين قوسين ان الانظمة التقدمية, رغم ميزاتها الايجابية, يمكن ان تنشأ لديها سلبيات
ذيرة إقد تتحول الى سلبيات قاتلة بتأثير رواسب العقلية البورجوازية الصغيرة. واقع الحال
هذا يؤلفء حالياً. على المستوى العالمي. عقبة كبيرة امام تسريع مسيرة التقدم» ويقدم الى
البورجوازية العالمية فرصاً كبيرة كي تهاجم التقدم والانظمة التقدمية بمختلف حالاتها.
١ 1
في الستيناتء بدات تنشا فصائل منظمة التحرير الفلسكلينية مُمثة لحركة التحرر
الفلسطينية؛ وكان ذلك في اطارين رئيسين: الاطار القومي - الديني. والاطار القومي -
التقدمي.
في الحالين..كانت «الارض الصديقة» هي البلدان العربية, سواء التقدمية منهاء أو .
الرجعية.
في نفس الوقت. وضعت منظمة التحريز لنفسها خطاً هى عدم التدخل في «الشؤون
الداخلية» للبلدان العربية وتصدت منظمة: التحرير ضمن المعادلة الدولية - العربية القائمة
للمعركة السياسية ‏ العسكرية مع الصهيونية.
‎1١‏
لاشك في ان حركة التحرر العربية بشكل عام وحركة التحرر الفلسطينية من جملتهاء
تتصفان بالكثير من العفوية؛ وينقصهماء عموماًء التخطيط الجاد الذي يتفق مع مستوى
تعقيد الظروف العربية الدولية. وهذه العفوية ناجمة عن كون التحليلات السياسية هي
تجريبية (اي غير مستندة الى أسس علمية) وقائمة على مرتكزات ايديولوجية متناقضة؛ أو
متعددة.
طبعاً. العفوية هي عيب كبير ولها منعكسات سلبية عديدة على مسار الحركة وعلى
مستقبلها؛ ولكنهاء على الصعيد السياسي, هي شر لا بد منه. فالقوى السياسية التحررية
تنش في المجتمع كنقيض عفوي للقوى الامبريالية؛ فتتصف بالتعددية الطبقية؛ من جهة,
وبالتباينات الايديولوجية: من جهة اخرى. لذلك, يصعب.ء غالبا النشوء الفوري لتنظيم
ثوري قوي يستطيع التخطيط على المدى القريبء والبعيد.
لكن الآثار السلبية للعفوية على حركة التحرر تتناقص بمقدار ما تتجه الحركة الى تمتين
اليناء العقلاني لمنظماتها ويمقدار ما تُنضج المعركة المخوضة كادرات حركة التحرر. الواقع»
ان مستقبل حركة التحرر كله هوء في اي مكان, متوقف على مدى انضاج التجربة الكفاحية
لها في اتجاه العقلانية. وبمقد ارما تتشبث حركة التحرر بالعقوية تقضي على نفسها بالانهيار.
وحتى تتخلص حركة التحرر الفلسطينية من العفوية؛ من الضروري ان تبت في الاطار
الايديولوجي, ومن خلال ذلك في الاطار الزماني ‏ المكاني لعملها. ليس المقصودء طبعاًء أن
574
تاريخ
مارس ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed