شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 590)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 590)
- المحتوى
-
تقوم فصائل منظمة التحرير الفلسطينية: مثلاً. بمناظرات ايديولوجية؛ وتصلء من خلال ذلك»
إلى قرارات. مثل ذلك غير ممكن وغير مجد. لكن هناك نقاطاً أساسية أصبحت من الأهمية
لدرجة ان الفصائل' لا يمكن ان تتعايش فيما بينها اذا لم تتفق عليها. مثلاًء هل تبنى
التحالفات على الصعيدين الدولي والعربي باتجاه تقدمي آم باتجاه رجعي؟ علي جواب مثل
هذا التساؤل يتوقف الحل لحجم كبير من المشكلات المطروحة حالياً. ومستقبلاً. ليس ثمة
تباعد كبيرء في هذا المجال؛ في الموقف بين فصائل منظمة التحرير الفلسطينية: كما يبدى لأول:
وهلة. فربما الذين «يغازلون» الرجعية العربية والدولية, الآن» لا يقصدون التحالف وإنما
يفعلون ذلك باسم «المرونة»» وبدفع من «التناقض» الحاصل مع الاطراف التقدمية العربية؛
وريما الذين «يلتزمون» الجانب العربي التقدمي لا يشعرون بالراحة التامة, ويفتشون في
واقعهم عن المزيد من حرية الحركة. ريماء انْضاًء يتمنى كل طرف بل ويحاولء ان يجد صيغاً
للتعاون مع الطرف الآخرمن دون الانزلاق قِ المواقفء أو الخلط بيتها.
طبعاًء من الناحية النظرية البحتة؛ لا يبقى اي معنى لحركة التحرر اذا تحالفت مع
الرجعية الدولية, لان التحالف معها هى تحالف مع التبعية لا مع «التحرر». في الوقت نفسه,
الصراع مع الرجعية الدولية لا يعني عدم المرونة. بالعكس, التصلب الاحمق في الموقف هى,
في حد ذاته, ابتعاد عن «الثورية». الحوار العقلاني مع الواقع يؤلف أحد المرتكزات الاساسية
للثورة؛ والشوري مرن حينما تلزم المرونة» وصلب حينما تلزم الصلابة» فهى عقلاني في
«مرونته» وفي «صلابته». غير ان «المرونة» ليست تغييراً في الموقع» وليست انزلاقاً تدريجياً من
خط «التحرر» الى خط «التبعية». الفصل بين الأمرين؛ على الصعيد العمليء ليس سهلاً
خصوصاً بسبب جو الديماغوجية السياسية: ولكنه ممكن, وممكن بصورة خاصة لقيادأت
الفصائل نفسها التي يفترض ان تبني احكامها بالاستناد الى حجوم كافية من المغلومات.
1
قد تكون الفصائل, على الصعيد النظري, متفقة أو متقاربة في كثير من الامور, ححتى في
الحرجة منها . مع ذلك» » يمكن أن ينشأًء على الصعيد العملي؛ خلاف حاد ومدمّر. حتى فيما
يتعلق بأمور بدهية متفق عليها نظرياً. كما يمكن ان ينشاء على الصعيد العملي؛ إتفاق تام,
ضمني وعلني. حتى في الامور المختلف عليها نظرياً. أسباب ذلك ليست واحدة: وانما معقدة
ومتشابكة. ولعل أهم الاسباب يتركز في وجود درجة من العفوية لدى جميع الفصائل. وعندما
تسوب العفوية يقع المرء تحت سيطرة الضرورات العملية. سواء اتفقت هذه مع منطلقاته
النظرية أم لم تتفق
مثلاً. تحديد «الاريض الصديقة» لم يتحقق لدى اي من الفصائل نظرياً؛ لذلك رضيت
الفصائل: من قبلء بلبنان أرضاً صديقة. هل لبنان الستينات والسبعينات «ارض صديقة2؟
المشهور عن لبنان, في تلك الفترة, انه «ديمقراطي» ويمكن ان تتعايش فيه جميع الاتجاهات.
كان النعت «ديمقراطي» يعني» » في حقيقة الامر, «فوضويا». فالامور متروكة على غاريها لأن
النظام الطائفي الذي يتوزع فيه الزعماء الطائفيون الوظائف العامة بدءاً من وظيفة الدركي,
لا يمكن ان يكون «ديمقراطياً». كانت «الديمقراطية» تتحول الى شراسة عندما يتعلق الامر
بالتقدم, وتكون الدولة قادرة على قمعه. عدم القمع لم يكن ناجماً عن الروح «الديمقراطية»,
59 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed