شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 591)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 591)
- المحتوى
-
انما عن عدم القدرة. واجهت الفصائل المسلحة في لبنان طيلة وجودها الضرب من جهتين:
الجهة الاسرائيلية, وجهة النظام اللبناني. ثم تراجع الضغط اللبناني نسبياً بتأثير عاملين:
التدخل المصريء وفرض اتفاقية القاهرة والتسلح الفلسطيني الذي يجعل التعرض للفصائل
الفلسطينية في لبنان خطراً . هل يجعل مثل هذا الواقع من لبنان «ارضاً صديقة»؟ نظرياًء يجب
أن يكون لبنان ارضاً غير صديقة بالنسبة لحركة تحرر ماء ما دام واقعاً في دائرة النفوذ
الامبريالي؛ ويجب ان تصنف «ديمقراطيته» في اطارها الصحيح:؛ اطار «الفوضوية» و«العجز».
من جهة اخرى, يجب الا يكون السلاح هو الحماية للمرء في ارض صديقة؛ وان كان من
الخروري, ومن الممكن, الاستفادة ايجابياً من اتفاقية القاهرة» ومن وزن التأثير المصري في
لبنان» فيجبء في نفس الوقت» أن يحدد المرء؛ بدقة. مجالات الاستفادة وحدود استخدام ذلك
الوزن. لم يكن الامر كذلك واخذ الوجود الفلسطيني المسلح ابعاداً واسعة ومكشوفة مؤثرة
على الكثير من المصالح الشخصية في التركيبة الطائفية اللبنانية. كان اشد المتحسسين من
ذلك .الزعماء الطائفيون التقليديون؛ لكن كان العجز يعيقهم عن التعرض له. لذاء بدأ
الطائفيون المسيحيون (بيار الجميل وكميل شمعون, بالدرجة الاولى) منذ أواخر الستينات
بتجنيد الميليشيات المسلحة (كان لدى الكتائب في أواخر الستينات حوالى خمسة الاف
مسلح). ثم انفجر الموقف في النصف الثاني من السبعينات وجرت الاحداث المعروفة. ريما
اصبحت الفصائل الفلسطينية؛ بعد ذلك, تحت امر واقعء ولكن الى اي مدى كان يتفق تكثيف
الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان بعدئذ, والاسلوب الذي اتبع (باجماع الفصائل) في
تحريك ذلك الوجود؛ مع التحليل العلمي للواقع :السياسي في المنطقة؟ الم يكن ممكناً أن يقوم
الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان بدور آخر, اكثر عقلانية وأجدى كفاحياً؟ الم يكن ممكناًء
مع وجود تلك الامكانات الضخمة في لبنان, تحويل لبنان, فعلاً الى «ارض صديقة»؟ لقد
خضع التحرك الفلسطيني: عن غير قصد طبعاً للمنطق الطائفي اللبناني؛ بدلا من ان
يخضع المنطق الطائفي اللبناني للطابع القوني التقدمي الفلسطينيء فكان ذلك ثغرة
اساسية نفذت منها كل المؤامرات الامبريالية التى انتجت المأساة اللبنانية الفلسطينية.
هل كان بامكان القيادات الفلسطينية أن تفعل غير ذلك؟ هذا ما يفترض ان تجيب عليه
القيادات نفسها بعد استعراض الاحداث اللبنانية الفلسطينية بالتفصيلء وبعد القيام
بالتحليلات العلمية السياسية لتلك الاحداث. طبعاً. الاجابة هامة جداً. ليس من الزاوية
النظرية, وانما من زاوية استمرار المسيرة الفلسطينية على طريق المستقبل.
مثال آخر هام هى ان الفصائل كلها قبلت تبرعات الدول العربية «المعتدلة». هل الدول
العربية «المعتدلة» أرض صديقة؟ على الصعيد النظري, ليست الفصائل متفقة على ذلك؛ ومع
هذا تقبل به كواقع على الصعيد العملي. الى اين يؤدي هذا القبول؟ لا يؤلف مثل هذا موضوع
مناقشة, وعند الضرورة يتمترس المرء وراء مقولة انه متمسك بحريته ولا يفرط بها ويعرف متى
يرفض مطاليب الاطراف المتبرعة. هذا صحيح جداً في الاحوال العادية واذا اخذ المرء نفسه
مستقلاً عن الآخرين؛ ولكن, في الظروف الصعبة المعقدة وحينما يكون التمسك ب«الحرية»
يؤلف نوعاً من التمزيق لحركة التحرر الفلسطينية ككل: هل يبقى المرء قادراً على التصرف
بسهولة, ومع الادراك العميق للمسؤولية التاريخية؟ هذا لا يعني ان موقف قبول التبرعات
هو خاطىء, وانما يعني نقطة هامة وأساسية؛ هي ان كل استفادة ايجابية من امكانية ما - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed