شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 592)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 592)
- المحتوى
-
يجب ان يرافقها استعداد تتوفرفيه المسؤولية لمواجهة السلبيات المستقبلية لهذه الاستفادة.
احد مرتكزات الثورة الاساسية هو - كما قلنا - الحوار مع الواقع؛ فالاستفادة ضرورية,
ومواجهة مقايل الاستفادة ضرورية ايضاً.
1١ه
حتى يؤلف الحيّز الذي يعمل فيه المرء «ارضاً صديقة» يجب ان يؤثر فيه. فالحّيز
«الخام» لا يمكن ان يكون ممهداً سلقاً. لمادة «الخام» لا تصبح سلعة الا بعد التصنيع»
والحيّز «الخام» لا يصبح «ارضاً صديقة» الا بعد التمهيد الذي قد يستغرق زمناً طويلاً» أى
قصيراً : لكن لا بد منه.
الأرض العربية كلهاء من حيث المبدأء «مدى حيوي» لنشاط حركة التحرر الفلسطينية,
ولكنها ليست كذلك بشكل جاهز. الارض العربية كانت, وما تزالء واقعة في داثرة النفون
الامبريالية؛ لا شك انها اليوم افضل بكثير. واشد استقلالاً منها في الاربعينات, وفي
الثلاثينات, ولكنها ما تزال في دائرة النفوذ. الكلام لا يعني, هناء كون هذا الزعيم؛ أو ذاك»
مطعون في مواقفه السياسية. لا. مطلقاً. دائرة النفوذ هي »قبل ان تكون مرتبطة بفردٍ معين,
مرتبطة بمجمل التركيبة الاقتصادية الاجتماعية في البلاد. عندما تكون مؤسسات البلاد
الاقتصادية, والاجزاء الاساسية من مسنتهلكاتهاء مرتبطة بالسوق الرأسمالية» فان
الاحتكارات المسيطرة على تلك السوق تفرض نفوذها على تلك البلاد» ويكون النفون اقتصادياً
- سياسياً. من جهة اخرى» أذا كانت التركيبة الاجتماعية؛ في بلد ماء طائفية قبلية» وكانت
الصفوة المتعلمة قد تشريت؛ بأغلبهاء الايديولوجيات الغربية والمنطلقات القائلة ان البلدان
الرأسمالية هي دون خبيهاء مركز التطور وعاصمة العلم والفن والخدمات الحضارية؛ وهي»
عدا ذلك؛ قدر البلدان النامية الذي لا مفر منه؛ فان التشكيلات السياسية الناتجة ستكون,
حتماً. موالية للغرب بشكل او بآخر؛ واذا عارضته لسبب ماء فهي لا تعارضه كنقيضء وانما
تطلب منه «العدل» و«الانصاف».
ثمة مهمة اساسية أمام حركة التحرر الفلسطينية هي ان تتحرر من دائرة النفون
الامبريالية حتى تستطيع قياداتها ان تمارس دورها التحرري. هذا يقتضي الا تكون مشمولة
بالانظمة العربية» كما كانت في الثلاثينات وفي الاربعينات. ولكن ذلك يطرح مهمة صعبة
وتناقضية, هي كيف يجمع المرء بين كون الارض العربية مدى حيوياً لحركة التحرر
الفلسطينية وكون هذه الارض نفسها ارضاً ملغومة وغير صديقة: باعتبارها واقعة اجمالاً, في
دائرة النفوذ الامبريالية. يجب ازالة التناقض. والتناقض لا يزول الا بالانطلاق من كون
الارض العربية ليست مدى حيوياً لحركة التحرر الفلسطينية الا بمقدار ما تتحرر هي؛ اي
بمقدار ما تخرج من دائرة النفوذ الامبريالية. كيف يمكن ان تتحرر الارض العربية؟ بماذ!
يمكن ان تساهم حركة التحرر الفلسطينية؟ هل ثمة بديل للمدى الحيوي العربي؟ أسئلة
كبرى. لا تستطيع سوى حركة التحرر الفلسطينية نفسها ان تجيب عليها. لكن يستطيع المرء
أن يقول سلفاًء ومن حيث المبدأء ان حركة التحرر الفلسطينية معنية بنفس الدرجة التي
لحركة التحرر العربية» وربما بدرجة أعلىء في اخراج البلدان العربية من دائرة النفون
الامبريالي. غير ان هذا لايعني العمل ضد الانظمة العربية» فهو ليس من وظيفة حركة التحرر
لضن - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed