شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 596)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 596)
- المحتوى
-
النضال الوطني هو سياسيء في الجوهر, تخدمه الاداة العسكرية حسب احتياجه وظروفه
ومعاييره. ١ ١
يقابل العقلية الضيقة التي تعجز عن رؤية واستغلال البُعد السياسي للعمل العسكري,
النزوع إلى تغليب حساب المردود السياسي على التقييم التقني والتفصيلي للاداء الميداني, إلى
حد عدم الاهتمام جدياً بتقييم وتطوير الاداة العسكرية المنقّذة للاستراتيجية الشاملة.
ويتمثل هذا النزوع بالاعتقاد بأنه طالما كان الغرض من القيام بعملية عسكرية ماء أو حتى
من الاحتفاظ بأداة عسكرية. هو نقل رسالة سياسية معينة» فلا داعي لتكريس الجهود
الرئيسة؛ بلا كلل, لترقية مستوى التنفيذ العسكري. ويعزز هذا الاعتقاد الشعور بأنه سيظل
لدى القيادة الفلسطينية: دوماً. الموارد البشرية والمادية الكافية للقيام بالعمليات البارزة عند
الحاجة؛ والشعور بأن مجرد حدوث: العملية هو الأهم سياسياً وليس ما يحدث خلالها.
توجد مجموعة ثالثة ممن يقتنعون كلياً بأهمية الكفاح المسلح وبالتالي بأهمية ترقية
القدرات العسكرية ومردود العملء إلا انهم يضّرون على قياس ذلك المردو بالمعايير السياسية
والمعنوية أساساً ولا يرون ضرورة تطوير معايير ادائية تفصيلية خاصة بقياس الممارسة
العسكرية الفلسطينية حتى لو جاءت تلك المعايير في إطار فهم الخصوصية السياسية
الفلسطينية. أي إنهم لا يعيرون أهمية كافية إلى تقييم مستوى إدارة القوات في الميدان: علي
سبيل المثالء أى مستوى التخطيط والتوقع؛ أواطرق استخدام المدفعية ؛ والدروع» تقييماً ا
عسكرياً فنياً. ويتمثل الرد على هذه النزعة في التأكيد على أنه طالما تعتمد الاستراتيجية
السياسية الشاملة التي تتبناها حركة, المقاومة الفلسطينية؛ علناً أم ضمناًء على الوسيلة
العسكرية؛ فإن مستوى اداء الاداة المنقّذة له تأثيره على درجة نجاح تلك الاستراتيجية. فلا
بد من تطوير المعايير المناسبة لقياس اداء تلك الاداة العسكرية تقنياً طالما سيحمل عملهاء في
الميدان: انعكاسات على المستوى السياسي الشاملء أي ان تأكيد العلاقة العضوية؛ في الحالة
الفلسطينية» بين العامل السياسي والعامل العسكريء بحيث يتمازج الاثنان وحيث يكون
السياسي هن اموجه والمعيار للعسكري, يعني. اكتساب الاداء العسكري لأهمية اكبر, وليس
أصغر, بالنسبة الى تقدم النضال الوطني العام. وينطبق ما سبق على الاستراتيجية
السياسية الدبلوماسية التي تتبنى العمل العسكري المحدود كما على الاستراتيجية التي
تنادي بالحرب الشاملة. ١
نتطلع» اذأء الى انماط الممارسة العسكرية الفلسطينية التي استمرت حتى بعد الخروج
من بيروت العام 1587 وظلتء حتى يومنا هذاء في محاولة ليس للاجابة على كافة التساؤلات
إجابة كاملة ونهائية ولا لتقييم مسار تلك الممارسة بكافة جوانبها وعلى جميع مستوياتها منذ
نشويهاء بل لتقدير مدى النجاح أو الفشل في استخدام الاداة العسكرية وفي ملاءمة الوسائل
للغايات. إلا اننا نفعل ذلك بهدف تحديد المنهج والذهنية اللذين يقودان العمل المسلح
الفلسطيني, وبهدف اثارة الجدال حول الابعاد السياسية والفكرية والاخلاقية لكل تكتيك أى
استراتيجية عسكرية اعتمدتها حركة المقاومة الفلسطينية.
وتجدر الاضافة؛ اخيراً أن الملاحظات الواردة أدناه تنطبق: بشكل عام؛ على كل طرف
خاض العمل المسلح في الساحة الفلسطينية خلال السنوات العشرين الماضية. فالواقع هى
أنه رغم تبادل الاتهامات السياسية والعسكرية, لم يتميز تنظيم عن آخر كثيراً في منهجه
هه - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed