شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 599)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 599)
- المحتوى
-
الذي يتم بناؤه تدريجياً.
إنه من سخرية القدر أن الحجة الاساسية للمضي بأسلوب العمليات البحرية: ألا وهي
تحقيق الاهداف السياسية والمعنوية الفورية التي يزعم انها حيوية؛ تنقصها الوقائع. فقد
أدى الفشل المتكرر لمثل هذه العمليات الى تقليص الحجة السياسية للقيام بها الى حد بعيد»
بل وأدى الفشل الى نتائج سياسية ومعنوية عكسية كفقدان المصداقية في نظر الجمهورين»
الفلسطيني والخارجي؛ على حد سواء. وعادت هذه الحالة, من جهة؛ الى السعي وراء أهداف
يصعب تحقية من خلال عملية عسكرية واحدة, مهما كانت ضخمة؛ مثل عرقلة تحرك
دبلوماسي اقليمي» ومن جهة اخرى الى حقيقة أن نسبة المردود الى الكلفة, عسكرياً ومادياًء
تدنت الى درجة أن أي مكسب سياسي جزئي لم يعد يحسّن حساب الربح والخسارة السياسي
العسكري الاجمالي فلم يعد يبرر القيام بالعملية.
فيلاحظ أن عملية بحرية تشهد وصول المجموعة الفلسطينية الى الشاطيٌ واشتباكها
هناك على الأقلء يعتبر تهديداً فعلياً لالاسرائيليين ويمكن أن يقتل بعضهمء فتعتبر تلك عملية
ناجحة بمعيار.هدفها المعنوي حتى اذا استشهد الفدائيون أو عجزوا عن الانتقال الى
الداخل لضرب الاهداف أو احتجاز الرهائن أو اطلاق السجناء. وكانت تلك تجربة عمليتي
مسافوي» العام 11174 وودلال المغربي» العام 191/4 البحريتين وعملية الباص في قطاع غزة
العام 1984 والتي نفذها أعضاء سريؤن أتوا من القطاع وليس من البحر أصل. أما
العمليات التي يُجهضها الاسرائيليون وهي في مراحلها الاولى» أي في عرض البحرء فكأنها
تلن للجمهورينء الاسرائيلي والفلسطيئيء, أن الفدائيين يقومون بعمل عسكري سيء
التصميم والتخطيط وقليل فرص النجاح» مما يمنع تحقيق أية مكاسب عسكرية أو سياسية
أو معنوية. يتمثل المعيار الصحيح لقياس هذا النمط القتالي اذاًء بقدرة الطرف الفلسطيني
إما على الوصول الى التربة الفلسطينية أو على إيذاء الاسرائيليين جسدياً ومادياً في البر أى
البحر. ويقف حد فاصل دقيق ليفصل بين القيام بعملية تأتي بمردود سيابي - معنويء رغم
فشلها عسكرياً ؛ باللعايير الجامدة (استشهاد المجموعة وعدم تحقيق تحقيق أهدافها الميدانية
الموضوعة) وبين القيام بعملية لا يمكن أن تعود بالثمار لأنها تتبع تكتيكاً مستهلكاً سعياً وراء
المكاسب الآنية السريعة.
وينطبق ما سبق» أيضاًء على العمليات التي تم التحضير لها جيداً. فقد تم تكريس جهود
يرة تهيئة للعملية البحرية في نيسان (ابريل) 154: حيث استغرق التدريب سنة كاملة,
تلقى خلالها بعض آفراد المجموعة الفدائية والبالغة 14 رجالا دورات خاصة في الملاحة؛ وتم
شراء الزوارق المطاطية وسفينة «أم» تجارية؛ كما تم إرسال من يصوّر افلاماً متحركة للساحل
الفلسطيني ومدينة تل أبيب. إلا أن كل هذا الجهد المنسق كان سيبوء بالفشل حتماً اليس
لأنه كان سيصطدم بالضرورة بالحجاب البحري الاسرائيي بل لأن المجموعة الفدائية
ستعجز عن العثور على طريقها نحو أهدافها المضومة ف ستل ابيب برجب عدم معرفتها
بالمنطقة وغياب الخرائط والافلام اللازمة لمنطقة الهدف وطرق الوصول إليه. فما قيمة كل ذلك
التحضير إذا كانت ثمة ثغرة أساسية في الخطة تمنع العثور على الهدف؟ يتمثل الجواب في
أن المخططين كانوا يعرفون, ضمناً. أن الفدائيين لن يجدوا طريقهم الى الهدف, كما 0
اصدار الاوامر البديلة الى المجموعة الفدائية بمهاجمة أية أهداف تلقاها في جوار نقطة
54 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed