شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 602)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 602)
- المحتوى
-
حيث يُظهر بعض النواحي الايجابية الجديدة» رغم استمرار بعض السمات السلبية
القديمة. وتتمثل أهم التطورات الايجابية في ارتقاع عدد العمليات الصغيرة الثي تتكرر في
منطقة واحدة لترهق المحتل, وفي اعتماد الأشكال الملائمة لقدرات وإمكانيات العاملين في
الداخل, وفي الاتكال على الذات والعمل.الفردي واستخدام الوسائل البدائية. فقد انتشرت
أعمال إلقاء القنابل الحارقة «مولوتوف» المصنوعة محلياً. وكذلك حالات زرع العبوات
المصذوعة من المواد الأولية. غير آن ما لفت انتباه المراقبين وأثار قلق المسؤولين الاسرائيليين
هو اغتيال الجنوب الاسرائيليين بواسطة الخناجر والمسدسات ومحاولات اقتباس الاشكال
العسكرية المتبعة في جنوب لبنان مثل وضع العبوات الناسفة على حواف الطرق أو تفخيخ
السيارات. كما يلاحظ استخدام الاسلحة الاسرائيلية: اضافة الى الاسلحة المصنوعة محلياً
في الكثير من العمليات. وخاصة القنابل اليدوية التي شاع إلقاؤها على الدوريات والمراكز
الاسرائيلية مؤخراً.
تدل هذه الاشكال الناجحة (الناجحة بمعيار إلحاق الضرر المادي والمعنوي بالعدى
وإفلات المنفذين من المطاردة) على تعلم بعض العاملين في الداخل؛ على الاقل؛ للدروس من
التجربة السابقة؛ حيث يعملون ضمن مجموعات صغيرة أو فرّدية غير متصلة ببعضها
البعضء ويختازون الاهداف بدقة؛ والتي تنفع ضدها الاسلحة المتوفرة لديهم. لكن يبدو أن
منفذي هذه العمليات ينقسمون بين الشيان المتحمسين الذين يعملون بمبادرتهم الخاصة.
وبين المنتظمين رسمياً بحركة المقاومة الذين يتصلون بالخارج. فيتسم عمل المجموعة الاولى
بالعفوية ويبساطة الوسائل وبدائيتهاء مما يحد من فاعليتها إلى حد ما؛ أما المجموعة الثانية,
فيبدى أن ارتقاء مستوى عملها يعوب إلى اعتمادها على الذات في شؤون التخطيط والاستطلاع
والتسلح, مما يعكس درجة أعلى من السابق من المبادرة والابداع والنجاح الأمني. وتجدر
مقارنة نتائج عمل هاتين المجموعتين بنشاط الخلايا التي تعتمد على الادارة والتزود من
الخارج؛ حيث تعجز هذه المجموعة عن القيام بنشاط مستمر ما دامت بلا.امكانيات مادية.
لكن يظل يعاني الجميع من نقص الاسلحة والعتاد, مما يعني مثلاً استخدام عبوات
صغيرة متدنية المفعول في أوضاع تتطلب عبوات أكبر. ولا مانع في زرع عدد كبير من العبوات
الصغيرة | الا انه يجب الارتقاء الى عبوات اكبر في بعض الاحيان لايقاع إصابات اكثر, وإلا
يمكن أن تفقد العبوات بعض أثرها المعنوي والمادي على العدى. ويبقى الاستنتاج أن
التنظيمات الفلسطينية خارج الارض المحتلة تعجز عن إعادة تنظيم عملها العسكري في
الداخل على أسس اكثر عقلانية وفعالية, وتعجز عن التغلب على الصعوبات التي تعيق تهريب
المواد الحربية إلى الداخل. فإما يعكس ذلك نظرة عدم اهتمام إلى وضع الداخل وسوء فهم
حقيقة اعتماد الاحوال السياسية لمن هو في الخارج على مجريات الامور في الداخل؛ أو يدل
على العجز عن تطوير الوسائل في الداخل الكفيلة بتحقيق الغايات المرجوة. ومهما كان من أمر,
فإن حركة المقاومة المهجودة في الخارج باتت أقل قدرة على تنفيذ العمل وتوجيه الأمور في
الداخل حالياً.
تقدم تجربة المقاومة المسلحة للاحتلال الاسرائيلي في لبنان منذ أيلول (سبتمبر) ١945
دروساً عملياتية وسياسية هامة. ويمكن النظر إلى هذه التجربة على أنها أفضل التجارب التي
خاضتها حركة المقاومة الفلسطينية والقوى العربية الاخرى, بمعيار الاساليب المتبعة
١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed