شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 605)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 605)
- المحتوى
-
على الاقل, الدوافع لذلك (ضرب اسرائيل وتحرير فلسطين). إلا آنها لم تظهر الرغبة الداهمة
في خوضه. ولم يتميز «المنتفضون» ضمد حركة «فتح» بحماسهم على القتال إذ أنهم لم يوظفوا
سوى جزء يسير من طاقاتهم البشرية والمادية ضد الاحتلال الاسرائيلي في لبنان وفلسطين»
وقد تضاعف تلكؤهم بعد أن احتكروا الساحة واحتشدوا بأسلحتهم الثقيلة في البقاع
والشوف بعد ايلول (سبتمبر) *198. أو يمكن تلخيص العبرة المستنبطة من هذه التجربة
حقيقة أن الاداء القتالي الجيد ينبع من المنهج السيابي المقاتل قبل أن ينبع من الكفاءة
التقنية العسكرية .
انعكس التراجع في رغبة حركة المقاومة الفلسطينية بخوض القتال الرئيسي» بالنزوع نحى
اقتناء الاسلحة الثقيلة. وقد دلت تجربتا حرب الجبل في لبنان في نهاية صيف ١1/417 وحرب
طرابلس في أواخر العام نفسه على ميل القوات الفلسطينية نحو خوض القتال فجسب ضمن
يلات كبيرة مزودة بالاسلحة الثقيلة. ولم يكن هذا الميل بجديدء إذ انه ظهر في النصف
الاول من عقد السبعينات: بعد «تجييش» قوات «فتح» في ١91/1 -1975., وتكرس خلال
الحرب الاهلية اللبنانية وما بعدها. غير أن الوحدات أى التنظيمات الوحيدة. التى تشبثت
باحتفاظها بالتشلكيلات الكبيرة والاسلحة الثقيلة. رغم دروس حرب 1587 الداعية إلى تبني
شكل المجموعات الصغيرة الخفيفة التسلح, كانت تلك التى مارست الحد الادنى فقط من
القتال ضد العدو الاسرائيلي. ويجدر التأكيد أنه يمكن للاسلحة الثقيلة. من مدفعية وراجمات
صواريخ متعددة الافواه ودبابات ومدافع مضادة للطائرات: أن يكون لها دور ايجابي ف
القتال الفلسطيني حين تسمح الظروف بذلك, كما دلت تجربة «الستار الناري» الذي قدمته
المدفعية الفلسطينية لحماية مخيم تل الزعتر خلال حصاره في العام 19175/ وتجربة تحدي
المدفعية والطائرات الاسرائيلية أثناء حصار بيروت في العام 19/7. إلا ان الاسلحة الثقيلة
عالية الكلفة, بشرياً ومالياً وادارياً ولوجيستيكياً. وهي شديدة التعرض للوسائط المعادية مما
يُسهّل تدميرها وهدر الاستثمار الموضوع فيها.
يظهر من التجربة الفلسطينية في مجال استخدام الاسلحة الثقيلة أن المدفعية قد قدمت
مساهمتها الأكبر حين عملت. انطلاقاً من مناطق آمنة؛ لكنها فقدت الكثير من فعاليتها حين
اضطرت إلى الانتقال المستمر أو تعرضت إلى الهجوم المباشرء وأن الدروع لم تقدم مساهمة
تذكر منذ الحصول عليها العام /14.؛ بل تعرضت الى الشلل والاصابة دون تحقيق مردود
يذكر في حرب 1587 وحرب الجبل وحرب طرابلس. وقد أدى الاصرار على استخدام الاسلحة
الثقيلة, على انواعهاء إلى تحويل الموارد البشرية الملموسة من الوحدات القتالية الأمامية نحو
العمل كطواقم لتلك الاسلحة. في وقت باتت فيه تلك الموارد البشرية شحيحة متضائلة . ويلاحظ
أن غالبية الوحدات العسكرية الفلسطينية قد عادت على الفور, بعد حرب 1547. الى التزود
بالاسلحة الثقيلة, فرأينا المقاتلين في معسكرات اليمن والجزائر والعراق يستعرضون المدافع
وناقلات الجنودب المدرعة وطائرات الهليكويترء بينما جابت دبابات ت 55 / 50 طرق البقاع
والشوف. كما يلاحظ ان الحصول على الأسلحة الثقيلة رافقه الميل نحى العمل بتشكيلات
كبيرة, التي تتحرك ببطء فتتعرض إلى النيران المعادية وتحتاج إلى غطاء ناري صديق اقوى.
وكانت النتيجة ان تراجع التكتيك القتالي الفلسطينيء وتدنت عناصر المبادرة والابداع
والارتجال والاقدام. فقد أبدت القوات المنشقة التي اشتركت في حرب الجبل في صيف
تك - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed