شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 606)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 606)
- المحتوى
-
54 مثلاً, والتي أطلقت على نفسها اسم «قوات العودة إلى بيروت»؛ جموداً تكتيكياً
وعملياتياً بارزاً عززه الميل النفسي نحو الاتكال على الاسلحة البعيدة المدى ذات الصوت
الكبير والتي لا تتطلب التقدم الجريء من قبل المجموعات البشرية الصغيرة المتزجلة للتفلغل
إلى داخل المواقع المعادية. 1
حققت وحدات فلسطينية اخرى, في المقابل» نجاحاً اكبرحين تخلت عن اسلحتها الثقيلة
عندما تطلبت الظروف ذلك. وكانت هذه الؤحدات مدرّبة أصلاً على العمل ضمن مجموعات
صغيرة خفيفة التسليح, فكان من السهل بالنسبة إليها أن تتحول نحو التكتيكات والاشكال
التنظيمية والاسلحة التي تناسب الاعتماد على عنصرها البشري وليس على الاسلحة الثقيلة.
ولم ينطبق ذلك النجاح على حالات الحرب الغوارية خلف خطوط العدو فحسبء بل وأيضاً
خلال المعارك الكبيرة الطاحنة, خيث نجحت الوحدات الصغيرة ذات التسليح الخفيف من
السيطرة على المنطقة المجاورة لسوق الغرب وعلى بحمدون خلال حرب الجبل في صيف ١5417
(لم تتزود بأسلحة ثقيلة. سوى براجمتين صغيرتين متنقلتين)» ونجحت حتى في صد الهجمات
المضادة للجيش اللبناني» دون دعم مدفعي أو مدرع. كما أبدت هذه الوحدات مرونة عالية
خلال انسحابها اللاحق من سهل البقاع نحو طرابلسء وثم خلال المعارك التي دارت في
الشمال في نهاية :١1447 حيث حاولت أن تحتفظ بالمبادرة الميدانية بواسطة الاغارات الليلية
والهجمات المضادة المستمرة. وربما يودي الاختلاف بالاهداف المرجوة الى ذلك الاختلاف
الشديد في منهجي العمل العسكري: فتتكل المجموعة الاولى على الاسلحة الثقيلة وتتعثر بهاء
بينما تعتمد المجموعة الثانية على العنصر البشري ولا تحسب حساب الاسلحة الثقيلة أو
الملتوسطة سوى اذا سمحت الظروف باستخدامها ضمن تكتيك خلاق. فيريد أصحاب
الاسلحة الثقيلة الظهور بمستوى الجيوش. وبالتالي الدولء المعترف بهاء فيهتمون بامتلاك
أداة عسكرية ذات مظهر مؤثر؛ بينما تقيس المجموعة الاخرى صحة اختيار كل سلاح أى
شكل تنظيمي أو تكتيك قتالي بمدى فعاليته ضد العدى المباشر.
ويدل الاتكال المبالغ فيه على الاسلحة الثقيلة والاشكال التنظيمية الكبيرة وعلى
التكتيكات القتالية الجامدة المرافقة لهاء على حقيقة أن الاستراتيجية السياسية العسكرية
الشاملة التي تبنتها مختلف الاطراف الفلسطينية عملياً. باتت تتسم بسمات منطق الدولة,
وغدت تستخدم الاداة العسكرية كما تستخدمها الدول أي أن حركة المقاومة صارت تخوض
اللعبة السياسية الاقليمية والدولية وتعتمد على التحالفات المصلحية لحماية الذات: وأخذت
تنظر الى دور الاداة العسكرية على انه استعراضي - نفسي يضمن حداً أدنىء فقطء من القدرة
علي تنفيذ العمليات الموسمية البارزة وعلى حماية المقر الاداري الفلسطيني في بيروت. وذلك
بدلاً من خوض المجابهة اليومية, السياسية والعسكرية , مع اسرائيل ومن الاعتماد على بناء
القوى الذاتية بواسطة العمل السياسي والتنظيمي والجماهيري الدؤوب.
وقد عكس التحول الى الشكل العسكري النظامي الثقيل والجامد, في الجوضر,
تغيّر النظرة إلى المواجهة مع اسرائيل؛ رغم الشعارات المطلقة, من كونها مواجهة سياسية
وعسكرية يومية تستوجب استخدام الاشكال القتالية المتاحة حسب الامكانيات الفلسطينية
والظروف ال ميد انية والاقليمية, إلى الاعتقاد بأنه يمكن تجميدها ميدانياً أو إرجاؤها الى المحافل
الدولية. وجاء عنصر آخر يرفد هذا الاعتقاد, هو انفجار الصراعات العربية الد اخلية في لينان:
هه - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed