شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 607)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 607)
- المحتوى
-
فلسطينية فلسطينية, فلسطينية سورية: فلسطينية لبنانية, لبنانية سورية:؛ لبنانية -
لبنانية. فنما الاغراء بخوض المعارك الداخلية ليس لأنها ملحّة فحسبء بل وبسيب الوهم
بإمكانية الفوز فيهاء مما غذَّى, بدورهء اللجوء إلى استخدام القطاعات الكبيرة الثقيلة
التسليح لأنها قادرة نظرياً. على حسم الموقف المحلي أى ربع الخصوم الصغار. ويقسر ما
سبق إلى حد بعد ميل القيادات السياسية العسكرية الفلسطينية» منذ عشر سنوات» نجى
خوض الصراعات السياسية (وبأوجهها العسكرية طبعاً) في داخل لبنان ونحو تكريس الجهود
المادية الكبيرة لذلك الغرضء طوعاً أم اضطرارياً. والحق يقال ان كثيراً من هذه الصراعات
الداخلية كان لابد من خوضهاء حين وجدت حركة المقاومة نفسها في موقع دفاعيء إلا أن
التنظيمات الفلسطيتية وقعت في مطب تنظيم نفسها ونشاطها على أساس خوض الصراعات
الداخلية أكثر منها على أساس الصراع مع اسرائيل.
يلاحظ من تجربة الاستخدام الفلسطيني للتشكيلات الكبيرة المزودة بالاسلحة الثقيلة
أن القوات الفلسطينية باتت عاجزة عن القتال الفعّال سوى في مناطق وُجد فيها حلفاء أو
تأمن لها غطاء عسكري - أمني من قبل طرف قوي آخر كمنطقة البقاع الغربي قبل صيف
العام 1187 ومنطقة الشوف بعده؛ اللتين وقعتا تحت المظلة السورية. أما حين وجد خصم
قوى قادر على ردع أى حتى هزيمة القوات الفلسطينية عند اقترابها من مناطقه. ك«القوات
اللبنانية» أ اسرائيل» ظهر الارتباك وفقدان التجانس والتنظيم وتم اللجوء إلى خطوط تماس
ثابتة. أي أن القوات الفلسطينية تبنت شكل وتسليحاً وتكتيكاً أدت الى ابطاء حركتها وزيادة
تعرضها الى الشلل من قبل أي عدو يمتلك الوسائط المضادة المتفوقة, كماً وتكنولوجياً (إضافة
الى تفوق التدريب والتنظيم) )» مما عطّل عليها بالتالي العمل ضد أعداء من هذا النوع أو في
مناطق لا تتمتع القوات الفلسطينية فيها أصلاً بدرجة من التفوق.
وضعت القيادة الفلسطينية نفسها في مأزق, اذا حيث عجزت عن خوض القتال بالقوات
المتوفرة لديها ضمن ظروف المواجهة مع اسرائيل بسبب تمسكها بشكل عسكري غير قادر
على العمل ضمن تلك الظروف. ومالت حركة المقاومة الفلسطينية؛ منذ منتصف السبعينات
وخاصة بعد العام 1947, نحو خوض القتال فقط مع الخصوم الذين أمكنت مواجهتهم
وهزيمتهم بواسطة القوات المجدفلة, وتجنب القتال الرئيس مع أي خصوم آخرين. وهكذا
وجدت حركة المقاومة نفسها تخرق مبد! المحافظة على الهدفء من خلال مقاتلة المجموعات
العربية وليس اسرائيل.
لكن لم ينشاً هذا الوضع صدفة:؛ ولم ينتج عن خلل فني أو سوء توقع فحسبء بل عكس
رؤية سياسية ومنهجية متكاملة. فيبدى وكأنه تم تبني النمط العسكري الثقيل» نهاية؛ لأنه
يتجنبء في الواقع, ضرورة خوض القتال. بل ويدل التمسك بالنمط الثقيل الذي يمنع مجابهة
أي عدو يتفوق بالاشكال الثقيلة, على عدم الرغبة في مواجهة ذلك العدو عسكرياً اصلا. وإلا
قلمانا لم دا يتم التخلي عن الاشكال غير المناسبة لصالح الاشكال والتكتيكات الناجعة ضد
العدو؟ وقد نجحت تجربة العودة الى النمط الغواري الخفيف نجاحاً لامعاً في جنوب لبنان بعد
صيف العام 19487 لكن لم يقم بالتجربة سوى اولئك الذين ارادوا حقيقة ان يقارعوا العدو,
بينما وقفت وحدات وتنظيمات فلسطينية عديدة جانباً. وامتنعت غالباً عن ارسال مجموعاتها
البشرية ضد الاهداف الاسرائيلية في الشوف والجنوي» لكنها هي نفسها التي زحفت بدروعها
كع - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed