شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 609)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 609)
- المحتوى
-
لتلك الاداة بحيث تعمل ميدانياً بكامل طاقتها. وقد شهدت التجربة الفلسطينية تناقضاً
شديداً في هذا المجال» فيمكن القول ان القيادة الفلسطينية استخدمت الاداة العسكرية
استخد اما حكيماً. او على الاقل ناجهاًء قبل العام 19177. بمعيار تحديد الاهداف المرحلية
واختيار التكتيكات الملائمة لها. ثم بات الهدف الفلسطيني الواضحء بعد حرب تشرين الاول
(اكتوبر) 191/7 هى اقامة «السلطة الوطنية» على اية ارض يتم استرجاعها من اسرائيل.
وبات من الواضح أن جميع التنظيمات الفلسطينية صارت توافق على ذلك الهدف وعلى
تحقيقه من خلال المفاوضات الدبلوماسية التي ستنتهي بالاغتراف باسرائيل» كما دلت
موافقتها على مشروع بريجنيف (مثلاًء لاحصرا) . فتحول النشاط العسكري الفلسطيني» بعد
العام /191, الى موقف الجمود والتريث. وصار التركيز على العمليات الاستعراضية» من
بحرية وانتحارية (في العام 5 1917). للتعبير عن الاعتراض على مسار الاتصالات الدبلوماسية
واستثنائها لمنظمة التحرير الفلسطينية. وقد انخفض العمل السري في الارض المحتلة في هذه
الفترة الى ادنى مستوياته, ولم يعد الى النموسوى بعد الحرب الاهلية اللبنانية» وخاصة في
العام 191/7 وصاعداً +“ ويظهر أن هذا النمظ من العمل العسكري؛ مضافاً الى امتلاك القوات
المتفرفة في لينان والتي «جُيِّسْت» في النصف الثاني من السبعينات: كان احد اسس
الانتصارات الدبلوماسية التي حققتها م.ت:ف., اي ان م.ت.ف. كانت تحقق الانجازات
ضمن استراتيجيتها الدبلوماسية المتواضعة من خلال استخد ام معين للوسيلة العسكرية في
السنوات السايقة.
لكن يجب الادراك ان الانجاز الدبلوماسي» وكذلك كافة المكاسب السياسية والمعنوية التي
حققتها حركة المقاومة الفلسطينية منذ اواسط الستينات: فلسطينياً وعربياً ودولياًء انما جاءت
بفضل عمل عسكري تميز فقط بعناده واستمراره وليس بفعاليته وكفاءته بالمعايير العسكرية
الجامدة. ويمكن القول انه اذا كان ذلك المستوى من الاداء العسكري كافياً لتحقيق تلك
الانجازات» فإن الاداة العسكرية كانت بالمستوى المطلوب منها وتمتعت بالقدر اللازم, بمعيار
الاحتياج الفلسطيني» من الفعالية: غير ان تحقيق المكاسب السياسية الاولى في نهاية
الستينات ادى بالقيادة الفلسطينية» لاحقاً؛ الى الى اشمال العمل العسكري, حتى بات من
المتعذر ان تحافظ على تلك المكاسب سوئ بالاعتماد على مجموعة متقلبة» غير موثوقة, من
العلاقات والتحالفات السياسية. فصارت القيادة الفلسطينية تتكل على علاقاتها وعلى نيات
لحلفاء للتعويض عن ضعفها الذاتيء ودفعت ثمناً سياسياً لذلك. كما أدى الاهمال وعدم
ترقية الاداء والقدرات بالاداة العسكرية إلى وضع لم تعد قادرة فيه على تنفيذ حتى
الاستراتيجية الدبلوماسية المحدوبة تنفيذاً افضل. ويما انه معروف ان اطراف لعبة موازين
القوى الاقليمية والدولية لا تحترم من لا يقدر على حماية نفسه أو فرض ذاته, فإن ما حفظ
الميزان ومنعه من الانزلاق الى غير صالح القضية الفلسطينية لسنوات طويلة؛ كان: فقطء
حالات الصمود العسكري او الاداء النوعي المتقطعة والمبعثرة بين الارض ال محتلة وجنوب
لبنان. وجاء مثال على ذلك في حرب آذار (مارس) 11178, حين عاد الفضل في اضفاء طابع
المقاومة البطولية والمؤثرة ومظهر الانتصار على المعركة ككل الى المواجهة المستميتة في حفنة
من المواقع فحسب. وعاد ذلك بالتالي على م.ت.ف. بمكاسب سياسية ومعنوية ودبلوماسية
هامة.
م - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed