شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 613)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 613)
المحتوى
أنها هي المعطيات الجديدة للوضع الراهن وعمل بها بدلا من رفضها ومحاولة قلبها أو إلغائها.
وصحيح أن م.ت.ف. كانت تمسك بالمبادرة السياسية ‏ الدبلوماسية في مراحل معينة, لكنها
فقدت المبادرة الميدانية منذ سنوات: مما فرّغْ محتوى المبادرة الدبلوماسية» في النهاية, من
زخمها وتأثيرها. ولا نقصد أن الطرف الفلسطيني لم يحاول أن يتعامل مع الوضع الجديد»
بل انه قبل بأن يخوض الصراع في المرحلة الجديدة على.الأسس وحسب الشروط التي حددها
العدى دون منازعة حقيقية للمسلّمات التي سعى العدو إلى فرضها. ويوجد مثال على ذلك في
الاصرار على اقتحام اسرائيل بحرا بأسلوب لم يتغير سوى ببعض تفاصيله التنفيذية خلال
‎١١‏ سنة: رغم الفشل المتكررء بدلا من تغيير هدف العمل البحري أو تحويل الجهود نحو بناء
العمل السري في الارض المحتلة كبديل كامل. ويضافء أخيراً ‎٠‏ أن حجة «الظزوف»
استُخدمت:ء ايضاً في حالات كانت تسمح فيها الظروف بإنجاز أكثر مما أنجز فعلاً. ومثلاً
خين سمحت الظروف الأمنية - السياسية في بيروت بتكديس الاساحة والذخائر في المخيمات.
تشوب معضلة فكرية مركزية الممارسة العسكرية والسياسية الفلسطينية» وتتعلق بفهم
ماهية البديل التاريخي؛ على صعيد منهجية العمل السياسي وعقيدة الاعتماد على الجماهير
المعبأة والمنظمة, الذي يفترض أن تقدمه حركة المقاومة الفلسطينية الى الجماهير الفلسطينية
والعربية. إذ تنيع مختلف القضاياء مثل الاستخدام الخلاق للاداة العسكرية والاحتفاظ
بالمبادرة ومنازعة الأمر الواقع, من المنهج الثوري (أولنسمّه الديناميكي أو حتى الخلاق» ان
يمكن للمرء أن يكون مبادراً دون أن يكون ثورياً بالمعنى السياسي - الايديولوجي). وتحمل
ممارسة الحركة الفلسطينية عواقب هامة بالنسبة إلى أحوال ومصير الشعب الفلسطيني»
سياسياً وجسدياً. نظراً إلى تعقيد الظروف والتفاعلات السياسية في الساحة الفلسطينية
والعربية. فاكتسبت, بسبب ذلك؛ حتى أصغر التكتيكات العسكرية (التي ربما يفترض أنها
ثانوية الاهمية) التي اختارتها الاطراف الفلسطينية وقعاً سياسياً ومعنوياً ملموساً. ويوجد
مثال على ذلك في العمليات الخارجية» مثل إلقاء قنبلة يدوية على مطعم يوناني يرتاده بعض
البريطانيين؛ مما يكاد لا يذكر من حيث أهميته العسكرية لكنه يؤخر المجهود الاعلامي
الفلسطيني في الغرب لمدة شهور أو سنوات.
يتضح الرابط بين الممارسة العسكرية وعواقبها السياسية والاخلاقية عند مراجعة
حادثتين في التجرية العسكرية الفلسطينية؛ هما «القصف العشوائي» واحتلال بلدة الدامور
في مطلع العام 1516. ظهر نمط القصف العشوائيء أول ما ظهر. خلال الحرب الاهلية
اللبنانية في 191/0 1915 حين أخذت القوات الانعزالية تقصف المناطق الاخرى
(الوطنية) دون تمييز بين مدني وعسكري. وسرعان ما تبنت غالبية التنظيمات اللبنانية
الوطنية والفلسطينية هذا الاسلوبء لتقصف التجمعات السكانية المسيحية أو المارونية في
الغالب. وتمثل التبرير لذلك في التأكيد على أنه يجب قصف مدنيي الخصم من أجل ردعه عن
قصف المدنيين «الوملنيين» . وقد ثبت خطأ هذا الاعتقاد بالملمهس لأن القصف العشوائى
الإنعزالي لم يتوقفء بل استفاد الخصم معنوياً د اخل معسكره واستقدم المزيد من المتطوعين
الحاقدين: علماً. أيضاًء بأن القصف العشوائي كان يوقع إصابات أكثر بكثير في المناطق
«الوطنية» بسبب اكتظاظها.
لكن لم يقتصر عيب منطق القصف العشوائي على كون النتائج لغير صالح الطرف
ردن
تاريخ
مارس ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 2448 (10 views)