شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 618)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 618)
- المحتوى
-
نشاطها ضده!'). ومن هناء لم تكن المسافة طويلة للوصول الى التعاون والتنسيق بينهما في
هذا المجال لتحقيق اهدافهما المشتركة. فالبريطانيون كانوا بحاجة الى مساعدة اليهوب» لأن
قواهم العسكرية التي كانت متواجدة في فلسطين لم تكن كافية؛ في معظم الاحوال؛ للتعامل
مع الثوار العرب. أما اليهود» فقد تعاونوا مع القوات البريطانية» نتيجة لرفبتهم في التصدي
الوجمات التي كانت تُشن عليهم من قبل العرب اولاً؛ وللمساعدة في انهاء الثورة بأسرع ما
يمكن, حتى لا تتمكن من احراز انتصارات سياسية تذكر, ثانياً؛ وفي الوقت نفسه., استغلال
الأوضاع لتدريب يب المزيد من رجالهم عسكرياً والحصول على مختلف انواع الأسلحة من خلال
التعاون مع الجيش البريطاني» ثالتاً ("). ومر هذا التعاون الصهيوني البريطاني في مراحل
مختلفة من المد والجزرء تبعاً للأوضاع السياسية التي سادت من فينة الى أخرى.
بدأ التعاون في المجال الأمني العسكري بين اليهود والبريطانيين في فلسطين» خلال هذاه
المرحلة؛ في وقت مبكر للغاية. قفي اليوم الأول من الاضراب العربي (11 نيسان/ ابريل
7 سارع الدكتور حاييم وايزمان الى الاتصال بالسلطات مطالباً بتعزيز قوة الشرطة في
تل ابيب بتجنيد المزيد من العناصر لها(, وذلك بعد ان كانت بعض احياء المدينة قد
تعرضت, خلال الايام السابقة؛ الى فجمات من جيرانها في يافا والقرى العربية المجاورة. وثابر
وايزمان على مطالبته هذه خلال ذلك الاسبوع, ثم وسعها لتشمل تسليح اليهود في كافة انحاء
فلسطين!©), ومنهم. خصوصاً اولئك الذين يقيمون في مستوطنات نائية. وقد استجابت
السلطات البريطانية لهذه المطاليب, بشكل أو بآخر, اذ أوعزت بزيادة دوريات الشرطة في
المناطق القروية» وسمحت لليهود باستعمال السلاح لحراسة انفسهم!"). كذلك سمح بفتح
صناديق السلاح المختومةء التي كانت موجودة, أصلاء في عدد من المستوطنات اليهودية»
تسهيلاً لاستعمالهاء بينما زودت المستوطنات الاخرى» التي لم تكن فيها مثل تلك الصناديق
من قبلء بأعداد منها. كما أجيز للمزارعين اليهوب بالخروج الى العمل في حقولهم: وهم .
يحملون بنادق صيد؛ وبرفقتهم رجال شرطة مسلحون(!) ان دعت الضرورة الى ذلك. ومع
أواخر شهر أيار (مايو) التاليء تمت الموافقة على تعزيز قوات الشرطة بعناصر جديدة» وبد أت
في الخامس والعشرين من الشهر نفسه, عملية تجنيد ٠ شي اضافيء اطلق عليهم اسم
«خفراء» (نوطريم)» وبوشر بتدريبهم وتوزيع السلاح عليهم9) . ومع استمرار الاضراب
العربي وتدهور الأوضاع الأمنية. استمرت عملية التجنيد ايضاً وازدادء تدريجياء عدد
الخفراءء فارتفع الى 6٠١ عنصرء ثم الى ٠14؟١(), ليصل الى 7870 مع بداية ايلول
(سبتمبر)("). والى نحى ٠١ خفير مع انتهاء الاضراب العربي في منتصف تشرين الاول
(اكتوبر) من السنة نفسها(''). وسُمح لهذه القوات «جبالخروج الى ما وراء حدود
[المستوطنات] والقيام بحراسة الحقول والكروم والبساتين»(1).
وجاءت اقامة قوات الخفر هذهء بالطريقة التي تم بها ذلك من حيث اعتراف السلطات
البريطانية بها رسمياً وتعاونها مع الوكالة اليهوبية في هذا الصدد, بمثابة فاتحة مرحلة جديدة
في تطور التنظيمات الصهيونية العسكرية في فلسطين. فقد ادى ذلك الى انتهاء لعبة «القط
والفآر» بين السلطات البريطانية والصهيونية بشأن منظمة الهاغاناه, التي كان البريطانيون,
رغم معرفتهم جيداً بوجودهاء يغضون الطرف عن نشاطهاء وان كانوا يسعون؛ من حين الى
آخر, الى «نزع سلاحهاء أى «ضبطهاءء باقتراح اضفاء الشرعية عليهاء مما يمكنهم, بالتالي.
ون - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed