شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 625)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 625)
- المحتوى
-
وراحت الهاغاناه تعيد تشكيل قواها على هذا الاساس. وبعد ان انتهت فترة الشهور التسعة
الانتقالية التي حددت لتنفيذ التوحيد مع من التحق من اتسل بالهاغاناه, بدأت قيادة المنظمة
دراسة امكانية اعادة تنظيمها وتدارك النواقص التي كانت تعاني منها على هذا الصعيد»
والتي بانت» بوضوح.؛ خلال الاحداث وأثرت على نشاطها . وتركزت الجهود؛ بشكل خاصء على
السعي الى تغيير الطابع «الفدرالي» الذي كان يغلب على علاقات قطاعات المنظمة وقياداتها
المختلفة ببعضها البعض وتحويلها الى جسم أكثر تماسكاًء وكذلك تلافي النواقص الناجمة عن
وجوب قيادة.مدنية ومقسمة ة مناصفة بين العمال و«المدنيين» على رأس المنظمة؛ على ما يؤّدي
اليه مثل هذا الوضع من اثارة للخلافات وعدم القدرة على الحسه("*). ولتلائي هذه النواقص
قررت ادارة الوكالة اليهودية استحداث منصب جديد سمي «رئيس الاركان القطرية»» خُوّل
من يشغله صلاحية التنسيق بين مركزي الهاغاناه, العمالي «والماني»» وبين قباذتها أيضاً.
وق تموز (يوليو) عين يوحانان رطنر «رئيساً للأركان القطرية»77"). ومنع منتصف
تشرين الثاني (نوفمبر) من السنة نفسهاء استكملت عملية اعادة التنظيم, فقسمت فلسطين
الى ٠ ألوية تضم 7١ قطاعاًء عين لكل منها قائد يرتبط مباشرة ب «رئاسة أركان» الهاغاناه في
تل ابيب. وليس بقيادته المحلية. كما اقيم مكتب للتدريب وحددت اسس اعلان حالات
الطداري وواجبات أجهزة المنظمة المختلفة وصلاحياتها في مثل هذه الحالة(؟'). وعلى الرغم
ن عملية اعادة التنظيم هذه لم تسفر عن تقدم كبير, ؛ أذ بقيت مراكز القوى المختلفة داخل
0 على حالهاء فانها ساعدت المنظمة» التي قدر عدد اعضائها آنذاك بنحى 5؟ الفأًء
منهم نحو ؛ آلاف امرأة(''). على توسيع نشاطها في المجالات التي لم يكن هنالك خلافات
حولها. ففي تلك الحقبة» أرسيت اسس صناعة عسكرية' وطلؤيت مصلحة المخابرات (شاي)»
وبوشر بتدريب يب عدد من العناصر في مجالي البحرية والطيران(1"). وفي صيف /١517/8 اقيمت»
ايضاً؛ مؤّسسة مالية سميت «كوفير هاييشوف» (فدية الييشوف) بهدف تغطية المصاريف
المالية الناجمة عن الأوضاع المضطرية(”2.
«ضبط النفس»... والقتل الجماعى
وكان لسياسة التعاون مع البريطانيين التي انتهجتها الوكالة اليهودية والهاغاناه
انعكاساتها السياسية ايضاًء التي اسفرت عن خلافات اخرى شديدة بينهم من جهة وبين
التصحيحيين ومنظمتهم اتسل من جهة اخرى.ء بالنسبة لموقف كل من الطرفين من العرب
عامة وكيفية الرد على الهجمات العربية على اليهود خاصة. فالزعامة العمالية ومعها حلفاؤها
من «المدنيين», اي اليمينيين المعتدلين, في الوكالة والهاغاناه على حد سواءء انطلاقاً من
موافقتها على مشروع التقسيم وسعيها الى تحسين شروطه بالنسبة لليهود, وادراكاً منها ان
تنفيذ ذلك المشروع لن يتم, في نهاية الأمر, دون موافقة كل من البريطانيين والعرب» بصورة
او باخرىء دعت الى انتهاج سياسة ضبط النفس (هفلغاه) عند الرد على الهجمات العربية.
وقضت هذه السياسة بأن يقتصر الردء في مثل هذه الحالات؛ قدر الامكان, على المسؤولين
مباشرة عن تلك الهجمات اومن له علاقة بهاء والامتناع عن التعرض بصورة شاملة للعرب
كافة. وشن الهجمات عليهم وقتلهم دون تمييز. وعلى الرغم من ان بعض قادة الهاغاناه
عرضوا هذه السياسة كأنها ناجمة عن «مبدأ» الحفاظ على «طهارة السلاح»اليهودي: فقد
53 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed