شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 643)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 643)
- المحتوى
-
اما فيما يخص الموقف من اسرائيل فإن اجتماعات مؤتمر القمة الأول اظهرت؛ كما ذكرنا
اعلاه. العجز العربى عن المواجهة العسكرية. وهذا ما كشفه عبد الناص, ضمناً. حين قال
ان المؤتمر بحث «جميع احتمالات الحرب مع اسرائيل»؛ ثم المح الى ان المؤتمر استبعدها في
الوقت الراهن «حتى لا تتكرر مأساة :2١5144 مشيراً الى ان الدخول في حرب مع اسرائيل
يعني «ان تكون لدى الدول العربية القوة الرادعة ليس فقط لاسرائيل ولكن لمن هم وراء
اسرائيل»» وهي قوة غير متوفرة(" ). وقد كرر عبد الناصر أراءه السابقة بأن القوة ليست: فقطء
قوة الجيش بل هيء ايضاًء «قنوة الاقتصاد والقوة الصناعية والقوة العسكرية, الانتاج
العسكري والانتاج المدني وامكانية مجابهة اسرائيل...»7"). وهذاء ايضاًء ما المح اليه
الرئيس السوري امين الحافظ حين أرجأ مسألة مواجهة الروافد «ريثما تتوفر العزيمة
العربية لاقتلاع [السرطان الاسرائيلي] نهائياً». وحين دعا إلى تنفيذ قرارات القمة الاولى
بوصفها «بداية يجب ان تكون اكثر جدية في مجال القضية الفلسطينية»: وعد مسألة
التحويل فرعاً من اصل هذه القضية ليس الا(). والمعروف ان الرئيس الحافظ كان؛ فور
عودته من القمة؛ ومع التزام سوريا بوقف الحملات الاعلامية, يحمل في اجتماعاته الخاصة
والحزبية على الدول العربية», وخضوصاً على مصر وررئيسها عبد الناصر. بحجة انها لم تقبل "
دعوته التي عرضها في موا تمر القمة للاستعد اد فوراً. من اجل خوض حرب تحرير شاملة ضد
اسرائيل(''). وحين انفرط اتفاق التهدئة الاعلامية العربية, بعد شهور, انعكست هذه
الحملات في خطابات الحافظ العلنية ضمد عبد الناصر, مما حمل رئيس مصر على الرد بتقديم
أيضاحات جديدة بِينَ فيها انه دعا إلى القمة عندما تأكد أن سوريا غير قادرة على المجابهة
العسكرية لمنع التحويل. ثم نفى عبد الناصر. صراحة؛ ان يكون الحافظ قد دعا إلى شن
الحرب» وقال ان ذلك لم يحصل داخل المؤتمر).
اما الملك الاردني حسين الذي عمل على الافادة من الخلافات السورية المصرية لتحقيق
بعض التقارب مع سورياء فإن اهتمامه تركزء بعد المؤتمر, كما كان قبله, على قرار تنظيم
الشعب الفلسطيني. وفي هذا المجال كان الملك حريصاً على توضيح موقفه المتحفظ منذ
البداية. وقد استفاد الملك الاردني من تحفظ المملكة العربية السعودية على نشاط أحمد
الشقيري بالذات» ومن تردد سوريا بين تحفظها على الشقيري لانها تعده من الموالين لعبد
الناصر والواقعين تحت نفوذه ودعمها له لأنها تؤيد فكرة ابراز الكيان الفلسطيني» واعلن
الملك. بصراحة:, ان الكيان الذي يجري العمل لبنائه يجب «ان لا يمسء في لحظة من
اللحظات. وحدة اسرتنا الاردنية الواحدة بسوء قليل او كثي(). كمداعلن الملك أن هذا
الكيان «لا يتناول» من قريب أو بعيد» الحقيقة الكبرى التي تقول ان الاردن هى بضفتيه,
القاعدة المثلى لتحرير الوطن المغتصب»(١"). وهذا يعني أن الاردن؛ الذي وصف ملكه المؤتمر
الاول بأنه «من انبل هدايا عام الخير هذا»(14), ساهم في المؤتمر بأمل تحسين مواقعه على
الساحة العربية, والاستفادة من التهدئة؛ ولكنه؛ في الموضوع الفلسطينيء لم يتطوع بأي
جهد عسكري لمنع التحويلء ولم يقبل ان يتنازل عن دوره الذي تولاه منذ ما بعد حرب 1548
أي منذ الحاق الضفة الغربية الفلسطينية بالمملكة الاردنية الهاشمية: في اعتبار الاردن هى
ممثل الفلسطينيين في الضفتين وهى المسؤول عن مصيرهم وحركتهم .
وفي غضون ذلك, ظلت شعارات الرفض العربي لاسرائيل وللاعتراف بها على حالهاء لا
3م - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed