شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 652)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 652)
- المحتوى
-
حفيظة اسرائيل فضلاً عن حفيظة الانظمة العربية المحافظة. ومع تمسك عبد الناصر بنهجه
الوطني التقدمي في السياستين الداخلية والخارجية» كان نظامه بحاجة لتهدئة جبهات
الخصومة التي يخوضهاء فكان حريصاً على تثبيت الاتفاق امعقود مع السعودية بشأن
اليمن» وعلى تنفيذ ميثاق التضامن الجماعي العربي الذي وضعه مؤتمر القمة الثالث. حتى
يتفرغ لشؤونه الداخلية ولمواجهة الضغوط الغربية والاسرائيلية التي تزايدت على مصر. َك
هذا الجو. ولأن فلسطين هي العنوان الرسمي للتضامن العربي: وصف عبد الناصر المؤتمر
الثالث بأنه «انعقد من اجل فلسطين وكان الهدف منه ان تكون هناك وحدة عمل من اجل
فلسطين»727),
قال عبد الناصر «حددنا هدفين: هدف عاجل وهو ان نستكمل القوى الدفاعية العربية؛
وهدف قومي وهو القضاء على اسرائيل واستعادة حقوق شعب فلسطين»(؛"). وكانت تلك هي
المرة الاولى التي يستخدم فيها عبد الناصر عبارة «القضاء على اسرائيل» في احاديثه العلنية
(وان كانت ستّكرر, بعد ذلك من وقث لآخر, مع انفجار الخلافات العربية من جديد' ونع
ارتفاع حدة المزايدة التي تتولد عن حدة:الخلافات). وقال عبد الناصرء ايضاًء اننا «في مؤة
القمة الاخير. استطعنا ان نجمع ٠٠١ مليون جنيه, ايضاًء لتقوية سوريا والاردن ولبنان”
وبهذا نستطيع ان ننتقل من المرحلة الدفاعية الى المرحلة الهجومية»!*"). ومن الواضح.ء الآن»
ان عبد الناضر كان في هذا متفائلاً باكثر مما يسمح به الواقع, لكن تفاؤله لم يكن كله, في
حينه, بغير اساس. ففي ذلك الوقتء كانت مصر قد فرغت من اتمام المرحلة الاولى؛ والأهم,
من مراحل تنفيذ مشروع بناء السد العالي وتوفرت لها بهذا المشروع وبمشاريع اخرى كبيرة.
قوة اقتصادية لا بأس بها. وكان جيش مصررء مثله في هذا مثل جيش سورياء يتلقى الاسلحة
بغير شروط من الاتحاد السوفياتي. كما كان توقيع الاتفاق مع السعودية بشأن اليمن يبشر
بأن الجيش المصري سيفرغ من المهمة العسكرية التي تولاها هناك. وبأن الابواب قد
انفتحت امام تضامن عربي يقوم,؛ كما يفهمه عبد الناصر على هامش مشترك هو مواجهة
اسرائيل. وكانت منظمة التحرير الفلسطينية قد قامت واستعاد الشعب الفلسطيني بعض
عافيته. وبالاجمالء كان عبد الناصر يأمل في ان يتمكن من التحرر من ضغوط اسرائيل ومن
استخدام الغرب لها كأداة للضغط على نظامه وعلى كل فرقاء الحركة الوطنية التقدمية العربية
التي تشكل الحليف الطبيعي لهذا النظام.
انفراط التضامن والعودة الى المحاور
بعد اشهر من القمة الثالثة, اي في 7؟ شباط (فبراير) ١577 افضت خلافات حزب
البعث الحاكم في سوريا الى الاطاحة بعهد الفريق امين الحافظ وحكومته التي يرأسها السيد
صلاح البيطار وبالقيادة القومية للحزب التي كانت تسند هذا العهد. وتولى السلطة الحزبية
والحكومية في سوريا الفريق البعثي الذي كان خصومه يسمونه القطريين» وأنصاره يسمونه
يسار البعثء واعلن العهد البعثي الجديد برامج سياسية واقتصادية اكثر راديكالية من
البرامج المعلنة قبله. ورفع هذا العهد شعار وحدة القوى التقدمية العربيةء وذلكء في مقابل
شعار التضامن العربي الشامل المجسد في مؤتمرات القمة» وتوجه الى مصر وررئيسها للتعاون
من اجل تجسيد الشعار الجديد. وكان هذا العهدء الى هذاء متشدداً ازاء أسرائيل.
51١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed