شؤون فلسطينية : عدد 146-147 (ص 21)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 146-147 (ص 21)
- المحتوى
-
مع دمشق ويغداد والقاهرة» بأمل ان تحملها على الضغط على بريطانيا كي تقبلها.
وكانت بريطانياء في ذلك الوقتء في مقدمة دول الحلفاء الغربيين المعنيين بمراقبة الصعود
المتسارع لدولتي المانيا النازية وايطاليا الفاشية. وكانت حكومتها المحافظة تتحسس خطر هذا
الصعود على مركز بريطانيا الامبريالي ومصالحها في اوروبا وفي قارات العالم الاخرىء وتبذل
مجهودات يائسة للتفاهم مع زعيم الرايخ الالماني «ادولف هطرء تفاهما يحفظ لها ما تتمسك به
من مركز ومصالح. وكانت حكومة حزب 0 تكاد تدرك؛ في الوقت نفسه. ان خطر الصدام
قائم, وعليها في ضوء ذلك ان تهيىء نفسها لمجابهة شررسة مع عدوها النازي وامكانياته الكبيرة.
وفي وضع دولي كهذاء كانت بريطانيا حريصة على ترتيب اوضاع مستعمراتها ودفعها نحو التهدئة
والاستقرار. ولان العالم العربي كان مرشحا ليكون احد مسارح الصراع مع النازية والفاشية,
ولان بريطانيا تدرك ما لفلسطين من اهمية في العالم العربي» فقد تهيأ سبب اضافي لحمل بريطانيا
على استرضاء العرب. خصوصا وان اوساطا واسعة في الرأي العام العربي صارت ميالة
بمشاعرها نحو دول المحور, لا لشيء الا لضيقها بالسياسة البريطانية.
في جو كهذاء وفي ضوء العوامل المتقدمة كافة. صدر في ايار (مايو) ١4175 بيان حكومي
بدني عرض خطة سياسية جديدة لتحديد مستقبل فلسطين. وقد تضمن هذا البيان» الذي
شتهر باسم الكتاب الابيض لسنة 1579.: عدداً من الترضيات الموجهة الى الجانب العربي.
وقد ابتدأ البيان(: ؛) باستبعاد فكرة التقسيم التي اقترحتها لجنة بيل لانه «وجد ان تشكيل
دولتين مستقلتين ضمن فلسطين.. ليس من الامور العملية»» ثم اعاد التأكيدء الذي تضمنته
بنانات سابقة مماظة رعل ,د انهرليس من سدايية [بريطانيا ]أن تصيح فلسيطين دولةزيهوديةعزواة
«واضعي صيغة الانتداب الذي دمج فيه وعد بلفور لا يمكن ان يكونوا قد قصدوا تحويل فلسطين
الى دولة يهودية خلافا لارادة سكانها العرب». واعتبر البيان انه «مما يخالف الالتزامات المترتبة
على [بريطانيا] نحو العرب. بموجب صك الانتداب والتأكيدات التي اعطيت للجانب العربي» ان
يجعل سكان فلسطين العرب رعايا دولة يهودية خلافا 0 ثم اعلن البيان ان بريطانيا ترغب
«في ان ترى دولة فلسطينية مستقلة .في النهاية. وينبغي ان تكون تلك الدولة دولة يساهم فيها
الشعبان المقيمان في فلسطينء العرب واليهودء بممارسة سلطة الحكم على وجه يكفل ضمان
المصالح الرئيسية لكل من الفريقين», على ان يكون مفهوماء منذ الآن. «ان تشكيل دولة مستقلة
في فلسطين والتخلي التام عن رقابة الانتداب فيها يتطلبان نشوء علاقات, ما بين العرب واليهود»
من شأنها ان تجعل حكم البلاد حكماً صالحاً. في حيّز الامكان». وعلى هذاء فان «نمو الحكم
الذاتى في فلسطين لا بد له ان يسير على قاعدة النشوء والارتقاء. شأنه شأن البلاد الاخرى».
ورأى بيان الحكومة البريطانية ان تحقيق ذلك يتطلب فترة انتقالية حددت مدتها بعشر سنوات,
واقترح ان تتشكل حكومة فلسطينية تتسلم صلاحيات الحكم بالتدريج: خلال هذه الفترة» بينما
«تحتفظ حكومة جلالته. خلالهاء بالمسؤولية النهائية. بصفتها السلطة المنتدبة». وبعد انتهاء
الفترة الانتقالية «ترتبط [الحكومة الفلسطينية] مع المملكة المتحدة بمعاهدة تضمن للبلدين
تطلباتهما التجارية والحربية في المستقبل ضمانا مرضيا». هذه الاقتراحات. رفضتها اللجنة
العربية العليا «لانها لم تحقق مطالب العرب». وقد اعلنت اللجنة اسفها لصدور هذه الاقتراحات
عن بريطانيا بعد ان فاوضها الوفد الفلسطيني «مسبقا بروح التساهل». وقال بيان') اللجنة
الذي صدر يهذا الخصوص «ان اساس ما يشكو منه العرب هو هذا الصك [صك الانتداب] وما
٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 146-147
- تاريخ
- مايو ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22428 (3 views)