شؤون فلسطينية : عدد 146-147 (ص 54)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 146-147 (ص 54)
- المحتوى
-
العمالي؛ بزعامة مباي. للهيمنة عليها. غير ان هذه الهيمنة لم تتم نتيجة لذلك الانشقاق فقط؛ وانما
جاءتء ايضاء بفضل عوامل اخرىء أبرزها سعي مباي الى التفاهم مع التنظيمات الصهيونية
الاخرى او التعاون معها او استيعابهاء من خلال دأبه على تقوية نفسه. وعند استكمال هذه
العملية؛ مع منتصف الثلاثينات, كانت قد حددت مراكز القوى والسلطة داخل الكيان الصهيوني
في فلسطين, بصورة واضحة. وبقيت هذه المراكز قائمة وناشطة؛ بالصورة .التي تبلورت معها
آنذاك. الى ما بعد قيام اسرائيل بفترة غير قصيرة. :
فبعد انسحاب التصحيحيين من المنظمة الصهيونية» بقي ضمن اطارهاء.عدا عن الجناح
العمالي؛ تنظيمان صهيونيان رئيسيان. هما الصهيونيون. العموميون والمزراحي . وخلال فترة
الصراع العمالي - التصحيحي كان اولتك يتارجحون بين تأييد هذا الطرف او ذاك او. احياناًء
محاولة العمل على اصلاح ذات البين. وفي الوقت نفسه؛, دارت داخل كل من التنظيمين خلافات
وصراعات حول اتجاه وسياسية كل منهماء ساعد مباي على حسمهاء او استغلها لصالحه؛ وذلك
من خلال سعيه الى الاحتفاظ بالسلطة. فقد استطاع مباي.ء بعد انضمامه الى الادارة الصهيونية,
«السيطرة على الميزانيات الصهيونية واذونات الهجرة. وأصبح هدفه البقاء في كرسي الحكم
بهدوء... ومنذ ذلك الوقت, راح يتقرب من خصممه في الاحزاب الصهيونية الاخرى بالحسنى
وبتخصيص اجزاء صغيرة من صحن [الميزانيات] الصهيونية لهم»!'*'). وكان لهذه السياسة
فالعصبة العلمية للصهيونيين العموميين التى أسست ابان انعقاد المؤتمر الصهيوني
السابع عشر /)١197١( نهدف اقامة تنظيم موحد يضم بين صفوفه كافة تجمعات الصهيونيين
العموميين. على اختلاف وجهات نظرهاء سعيا لاقامة قوة مركزية متراصة الصفوف في المنظمة
الصهيونية لم تستطع؛ عملياء دمج الكتل المختلفة ببعضها البعض وصهرها في بوتقة واحدة, بل
بقي كل منها محتفظا باستقلاليته ووجهات نظره الخاصة به. ولم يمر وقت طويلء حتى ظهرت
الخلافات واضحة بين الكتل المختلفة, وراح كل منها يتخذ مواقفه الخاصة به, وكأنه لا يوجد
اتحاد يضمهم جميعا”'؟'). وتمحورت الخلافات بين تلك الكتل حول المسائل نفسها التي كانت
حلبة صراع بين العمال والتصحيحيين. وراح الصهيونيون العموميون يتخذون مواقف متناقضة»
من حين الى آخر. فمع احتدام الصراع بين العمال والتصحيحيين: في صيف 15137, قرر مؤتمر
للصهيونيين العموميين, كان قد عقد في تل ابيب خلال ١5 ١١ تموز (يوليو). الامتناع عن
مساعدة العمال على ابعاد التصحيحيين عن المنظمة الصهيونية؛ والعمل, بدلا من ذلك على
اقصاء اعضاء بريت شالوم عنها'؟'). غير ان هذا الموقف تغيّر في السنة التالية. عندما سمعت في
المؤتمر نفسه, الذي انعقد في دورة جديدة يوم ١ تموز (يوليى) 117. انتقادات لبعض المشاركين
فيه بسبب تعاطفهم مع التصحيحيين9'*"). في مطلع السنة التالية. ,١15154 اصدرت رئّاسة
الصهيونيين العموميينء .في اوروبا. الوسطىء بيانا ضد. مشروع «العريضة»*؛"). الذي باشر
التصحيحيون بتنفيذه منذ بداية تلك السنة.
وفي المؤتمر العام للصهيونيين العموميين. الذي عقد في كراكو خلال 71 - 55 آب
(اغسطس) 1574. بذلت محاولات لرأب التصدع في الاتحاد العالمي والتوفيق بين وجهات النظر
المختلفة ؛ وتمكن: المؤتمرون من وضع برنامج عمل حظي بموافقة الاكثرية(41١). غير ان الخلاقات
سرعان ما عادت وانفجرت في المؤتمر القطري للصهيونيين العموميين في فلسطينء المنعقد في تل -
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 146-147
- تاريخ
- مايو ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22204 (3 views)