شؤون فلسطينية : عدد 146-147 (ص 69)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 146-147 (ص 69)
المحتوى
ان تساعد على وقف موجة انتقال ملكية الارض من ايدي الفلاحين الفقراء الى الاغنياء مقرضي
الاموال: ليست متوفرة الان لدى الدولة»7".
لقد شهدت الثلاثينات والاربعينات موجات لا تني تتزايد من الفلاحين المعدمين والفقراء
الذين لم يعد لديهم قطعة ارضء او ان الارض التي بحوزتهم ليست كافية, ابداًء لاعالتهم. ولقد
وفرت هذه العملية التاريخية الشرط الاول لتكون قوة العمل المأجور الحرة من اولِتّك الذين لم تعد
لديهم وبسيلة انتاج خاصة بهم (كالارض اساساً) ولم يكن امامهم مفر من بيع قوة عملهم للغير.
لكن, بما ان النمط الرأسمالي الذي ارربسته الكولونيالية البريطانية في البلاد لم يسمح بنمو
يرجوازي ية وطنية منتجة واسعة العددء فان هذه لم تكن قادرة على توفير العمل سوى لعدد محدود
جداء فقط. والاهم من ذلك, ان تقويض اقتصاديات الجماعات التقليدية كان: بالاساس» يتم
لاعتبارات الحفاظ على امن واستقرار النفوذ الاستعماري في البلاد وحاجات حماية حدود التقسيم
الامبريالي للمنطقة (الاعتبارات الاستراتيجية والالتزامات الاقليمية لبريطانيا). أو ان هذا
التقويض كان حصيلة حتمية؛ وان لم يكن مرغويا فيها تماماء لسياسات اقتضتها هذه المصالح
الاستراتيجية الاستعمارية؛ وبالتالي فان هذا التقويض للاقتصاديات التقليدية لم يكن بهدف
الحصول على فائض من الايدي العاملة الرخيصة لحساب الشركات الاحتكارية الاجنبية, كما هو
الحال في العديد من البلدان المستعمّرة الاخرى, لذلك فان الفائض السكاني المفقر والمعدم المتسع
نطاقه لم تكن تتوفر له فرص عمل في المدن والقطاعات الحديثة النامية الا على نطاق محدودء ولا
سيما لدى مشاريع الدولة واجهزتهاء ولدى القطاع التجاري الخدمي!".
لقد لوحظ ان ظاهرة انحدار المزارعين الصغارء بعد فقدانهم للارضء قد تسارعت منذ
منتصف الثلاثينات لتبلغ ذروتها في النصف الاخير من الاربعينات. ولقد أدى هذا الى بروز طبقة
واسعة من الاجراء الزراعيين في الريف الاردنيء ولا سيما في الاغوار والمناطق الشمالية» حتى قبل
حرب ‎١5548‏ وما رافقها من نزوح فلسطيني وعمالة زراعية كثيفة في وادي الاردن» كما سيتبين
فيمأ بعد.
ان قسماً هاماً من قوة العمل المأجورة الحرةء هذه؛ قد وجدت شرط تشكلها من خلال سوق
العمل الفلسطينية؛ وليس فقط (وبالاحرى ليس بشكل اساسي على ارضها)ٍ في شرق الأردن» فمنذ
الثلاثينيات استوعب سوق العمل في فلسطين أعداداً ما فتئت تزداد سنوياً من العمال الموسميين
من شترق الاردن: كما ازدادت نسبة العمال المهاجرين والدائمين الى فلسطين. وفي العام /1 21917
كان معظم المواطنين الغرب الذين دخلوا فلسطين للعمل فيهاء وعددهم ‎١7‏ الفاً: هم من ابناء شرق
الاردن: اي انه كان في فلسطين: حينذاك, ما لا يقل عن ثلث قوة العمل الشرق اردنية!'). ويعزز
هذا الاستنتاج دارسة ميدانية اجريت على قرية في لواء عجلون ‎٠‏ تبين فيها ان 55 بالمئة من ارباب
العائلات في القرية قاموا بالعمل في فلسطين خلال فترة الانتداب البريطاني لمرة واحدة على الاقل,
بينما زاول اغلبهم العمل هناك عدة فترات مختلفة!'). وهذا يؤكد ان حجم قوة العمل المأجور
التي تشكلت خارج اطار السوق الوطني كان كبيراً للغاية.
من ناحية اخرى. تشكلت قوة العمل المأجورء ايضاً؛ في اطار الزراعة الاردنية التي شهدت
علاقتها بالسوق طفرة قوية, خاصة في فترة الحرب العالمية الثانية. ان الانتاج للسوق. وليس لتلبية
الاستهلاك الذاتي للمزارعين. نجم عن التبدل الهام في نمط الملكية الزراعية في اقسام من البلاد»
ولا سيما في الاغوار والمناطق المنتجة للخضروات والثمار والفواكه. ان التاجر والمالك الرأسمالي
14
تاريخ
مايو ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22204 (3 views)