شؤون فلسطينية : عدد 100 (ص 43)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 100 (ص 43)
- المحتوى
-
23
اجواء ما قبل حرب اذار ١5/8
وهكذا دخل عام ١1778 ؛ وقد فشلت المؤامرة في الجنوب عسكريا وسياسيا . ويدأت
مرحلة العد العكسي ؛ الأمر الذي جعل العدو الصهيوني يستعد لشن الهجوم المضاد . لكي يمنع
تدهور قوات عملائه في الجنوب » وليوقف تصاعد العمل العسكري والانتفاضات الشعبية في
فلسطين . وليمنع تواصل الانتصارات السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية . وهذا يفسر
الهجوم الواسع الذي شنته قوات سعد حداد على قرية مارون الراس في 17/5/57 , وهي
قرية في رأس جبل يسيطر على بنت جبيل ويطل على الأرض الفلسطينية التي تبعد عنه مرمى
بندقية . وكانت . بسبب حساسية موقعها الاستراتيجي ٠ خالية من القوات المسلحة دائما :
لأن الوصول اليها يعني تغيرا في ميزان القوى العسكري في القطاع الاوسط ان لم يكن على
مستوى الجنوب كله .
كان من الواضح ان احتلال مارون الراس مجرد خطوة للوثوب على محور بنت جبيل » ان
لم يكن اسقاطه دون قتال . ولهذا جاء القرارمن قيادة الثورة الفلسطينية بالرد. الفوري ٠ قبل
ان تتموضع القوات او تلتقط انفاسها . وبالفعل حدثت مأثرة في ذلك اليوم نفسه ؛ حيث شن
هجوم مضاد في وضح النهار . فاجا القوات الانعزالية التي لم تتوقع التجرؤ على مثل هذا
الهجوم فورا ونهارا ضد موقع مثل موقع مارون الراس . وسرعان ما تشتت سرية مؤّللة تركت
عددا من الياتها ومعداتها وجثث قتلاها وهي تلون بالفرار .
وقد زاد الوضع خطورة بالنسية اليهم ٠ حين رأوا قوات الثورة الفلسطينية والقوات الوطنية
والشعبية اللبنانية تتمركزا في القريةوتباشرا عمليات التحصين والخندقة ؛ الأمر الذي يعن
ان المواجهة في تلك المنطقة اصبحت مباشرة مع المستعمرات الصهيونية .
لم يكد العدو الصهيوني يجمع اجزاء صورة الوضع الجديد حتى كانت عملية الشهيد
كمال عدوان قد اندلعت في القلب ٠ بل في اكثر النقاط حساسية . وكانت عملية جريئة اسفرت
عن معركة بطولية اسطورية اهتزلها الكيان الصهيوني من اعماقه ؛ وانشدت لها انظار العالم
اعجابا او اندهاشا بيطولة تلك المجموعة من الفدائيين بقيادة الشهيدة دلال المغربي . فكانت
هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير . وقد سبقها تصاعد مستمر للكفاح المسلح ٠ وتواصل
للانتفاضات الشعبية داخل الأرض المحتلة » وهزائم للمؤامرة الصهيونية الاميركية على
مستوى لبنان عموما . والجنوب خصوصا . ثم انتصارات سياسية ودبلوماسية
لنظمة التحرير الفلسطينية على مستوى دوليء ثم عزلة خانقة لخط الاستسلام الساداتي الذي
تمثل , في حينه ٠ بزيارة العار للقدس ؛ ثم , فيما بعد , بتنازلاته الخيانية في كامب ديفيد
ومعاهدة واشنطن . ولكن ٠ في المقابل . اذا كانت هذه كلها تشكل اسيابا لشن حرب الجنوب »
فأن تلك الحرب لم تات في ظروف سياسية عامة مؤاتية للعدو الصهيوني . ولعل الدليل البسيط
السريع على ذلك أنه لم يستطع ان يحقق مبتغاه في احتلال الجنوب حتى نهر الليطاني ٠ اويضع
يده على مياه الليطاني » فاضطر الى التراجع والانسحاب من القسم الاعظم من الأراضي التي
احتلها في حرب اذار »:, وذلك على خلاف معظم التقديرات التي كانت تستيعد حدوث
التراجع والانسحاب من الليطاني . ولهذا » يمكن القول أن القرار الصهيوني بالحرب تم في - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 100
- تاريخ
- مارس ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22428 (3 views)