شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 4)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 4)
المحتوى
ما أصعبها مهمة ان ترثي رجلا مثل احمد الشقيري ؛ اذ ماذا يمكن ل « الكلمة » ان
تقول في رثاء اميرها وفارس مواقعها ؟
ويلها ان هي تخاذلت فصمتت فأقرت يتمها » وويلها ان هي تحاملت على جرحها وحكت
فيلل الدمع احرفها ؛ وهي التي كانت فوق لسانه سيفا للعتفوان وصولجانا للعزة والكبرياء .
الشقيري والكلمة توأمان . مثل السيف والقمد : البتدقية والرصاصة : الحق
والسلام ؛ الوطن والمواطن .
كانت في سلاحه الاوحد . وكان هو قلعتها والسنديانة التي تحنو عليها بالظلال
والفيء . وكما المقاتل الذي يحتضن بندقيته بعد المعركة ‎٠‏ فيعمل فيها تنظيفا ومسحا وتلميعا »
كان الشقيري يحنق على كلمته . يضقف احرفها ويدوزن انغامها ويمعن في استخراج احلى
معائيها وادق مضاميتها .
في هذه الحقيقة يكمن سران : سر قوة الشقيري وسر ضعفه في آن واحد '. لقد كان ايمانه
بالكلمة سلاحا وحيدا اوحد من اكبر العوائق التي واجهته في اثناء قيادته منظمة التحرير
الفلسطينية في وقت كانت فيه جماهير شعبنا وطلائعنا قد مجت « الكلمة » وفقدت الثقة في
قدرتها على احداث التغيير المطلوب .
وليس في هذا ما يعيب الراحل الكبير » اذا توخينا الموضوعية واحطنا بالظروف
السياسية والنضالية التي كانت تحيط بنا ‎٠‏ واذا تذكرنا ان الرجل ‏ كأي رجل ‏ هو « ابن
جيله » , ولا يمكنه . مهما حاول ‎٠‏ ان يخرج على اطار التريية الوطنية التي عاشها على امتداد
مرحلة طويلة ومعقدة من حياة امتنا .
أما وقد اششرت الى ذلك ؛ قلا بد ان اسارع لاقول انه على الرغم من ذلك » يل وريما بسبيب
ذلك 2 استطاع الشقيري إن بكون رجحل المرحلة المؤهل وحده لتأسيس منظمة التحرير
تاريخ
أبريل ١٩٨٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22431 (3 views)