شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 7)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 7)
المحتوى
العنيد . كان كذلك اسير جيله وتكوينه السياسي المديد . واذا تذكرنا ان الشقيري لم ينتم في
حياته الوطنية كلها الى أي حزب سياسي , ندرك بالتالي خلقية الاسباب التي حالت دون نجاحه
في التعامل مع الاحزاب وعدم تجاوبه مع الافكار التنظيمية التي كانت تلح على خواطر الشباب
ممن ارتضوا العمل معه . وعلى كل حال ‎٠‏ ليس الشقيري قريد نوعه بالنسبة لهذه القضية . ولا
سيما في الوطن العربي والعالم الثالث ؛ حيث الحياة السياسية تقتصر على رأس واحد وجماهير
عريضة من حوله ! ولا بد . قبل الانتقال من هذا الموضوع . من الاعتراف بأن الخلاف
التنظيمي شيء والخلاف السياسي شيء آخر : فقد تختلف سياسيا وتتفق تنظيميا والعكس كذلك
وارد ؛: اي تتفق سياسيا ولكن تختلف حول اساليب العمل واطره وتنظيماته .
وكان الشقيري بطلا من ابطال السياسة القومية الفلسطينية . فهو رغم نشاته في بيت
كان ربه من اركان التيار الاسلامي الرافضين للتيار القومى الصاعد أآنئذ . فان احمد
الشقيري , الطالب في جامعة بيروت الاميركية . سجل في العام 1551 اول وقفاته القومية في
خطاب القاه في مهرجان شارك فيه كل من رياض الصلح وجبران التويني وسعيد الجزائري .
يومها اعتقلته سلطات الانتداب الفرنسي وايعدته عن سوريا ولبنان ؛ فتوجه الى القدس حيث
دخل معهد الحقوق فيها وتخرج منه محاميا بارعا في سنة ‎157١‏ . وتشهد كل السنوات التي
تلت , بأنه كان سيد المنابر النضالية والندوات والمحاضرات السياسية . مضافا اليها ,
بالطبع , نضاله المؤثر في المحافل الدولية دقاعا عن فلسطين وكل قضايا العروية .
ولقد كان لالمامه الواسع بالقانون الدولي ‎٠‏ ولتفوقه في اللغة , ولتحكمه بنبرة الخطابة ,
ما جعله موضع اعجاب الكثيرين . وهو متحدث لبق ؛ يعرف كيف يشد المستمع اليه ؛ ومن اين
يلج الموضوع الذي يريد التحدث عنه . وكان ذكيا بتفوق , ولا تفوته النكتة اذا ما حبكت , ولا
سيما ان كانت لاذعة وتخدم قضيته .
وكان صلبا غير هياب في مواقفه . اشهد له في مؤتمر القمة في الخرطوم ؛ ولم يكن حوله
يومئذ من نصير , بآنه كان في مرافعته امام الملوك والرؤساء وفيا اكبر الوفاء لمشاعر وقناعات
شعبه , بل امته العربية جمعاء . يومها لم بهن ولم يلن » وكان بين الملوك والرؤساء من يحاول
الباسه مسؤولية الهزيمة الكبرى وكأته ويا للغبن ‏ كان مسؤولا عن قيادة الجيوش او قيما
على مفاتيح الخزائن العريية .
هو . من غير ريب ؛ صاحب الفضل في« لاءات » الخرطوم الشهيرة . ولولا انسحابه من
المؤتمر لريما ما وردت هذه اللاءات التي للاسف سقطت منها رغم ذلك واحدة اصر الشقيري
عليها وهي « لا انقراد بحل » . ان من يشهد مأساة اليوم بعد « اتنقراد » السادات بحل لا
يستطيع ان يتكر ما كان عند الشقيري من قدرة على التنبؤ ومن يقظة وحذر .
ولكن هزيمة حزيران بقيت اقوى من قمنة الخرطوم ‎٠‏ اقوى من الشقيري وكل قادة
العرب . واذا شاءت الظروف ان يكون الشقيري اول ضحاياها ؛ فانها في النهاية لم توفر احدا
على الاطلاق .
بعد الهزيمة وما افرزته من نتائج وعبر . استشعر كل عربي , والفلسطيني اكثر من
غيره » الضرورة الى « جديد ‎٠‏ في الوطن العربي والساحة الفلسطينية . وريما استشعر
.:
تاريخ
أبريل ١٩٨٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22436 (3 views)