شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 8)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 8)
- المحتوى
-
الشقيري نفسه ذلك , ولكنه تطلع الى قيادة هذا « الجديد » بنفسه . غير ان الرياح كانت اشد
مما احتملت اشرعته ,وه الجديد » المطلوب كان يتجاوز الشكل الى المضمون والرموز . وكان
الشقيري رمزا ٠ ادى قسطه القضية وللكيان ؛ وهو قسط كبير , واكبرمما يستطيعه اي انسان
عادي » ويتجنى على الحق من يغيطه ذلك .
وفي الرابع عشر من كانون الاول ( ديسمبر ) ١15117 , تلقى الشقيري مذكرة من اعضاء
اللجنة التنفيذية التي شكلها بنفسه , ليتحدى بها معارضيه , يطلبون منه فيها التنحي عن
منصب رئاسة المنظمة . وهكذا صار , غير ان الشقيري , وهذا ما كان متوقعا مته » قدم
استقالته ووجهها الى الشعب لا الى اللجنة . وكان ذلك في الخامس والعشرين من الشهر نفسه ,
ويعد ان تأكد من انه لم يعد امامه من مخرج او سبيل . وباستقالته هذه دخلت المنظمة عهدا
جديدا! هو عهد التنظيمات الفدائية . اذكان يستحيل على من كانوا معه , وهم على شاكلته , ان
يستمروا من بعده . وهكذاء لم تمض اشهر قليلة حتى استقال يحيى حموده وتسلم ياسر عرفات
رئاسة المنظمة وقيادة القوات الثورية المسلحة ٠ وتم بذلك زواج الشرعية الفلسطينية بالثورية
الفلسطينية .
ويعد ,
فلقد ظننت في بداية حديثي اني اكتب رثاء , فاذا بي انتهي الى تسجيل سريع لسيرة
الراحل بما لها وما عليها . ولكن هل كان يمكنني غير ذلك ؟ أوليست سيرته , بما لها وما
عليها » خيرما يمكن ان يقال في مجال رثائه ؟ وما يهمه لو انقسم الرأي من حوله ؟ اوليست تلك
هي العادة حول كل الاقوياء او الكبار ؟ وماذا يضيره لو قال فيه زيد او عمرو كلمة نقد هنا او
هناك وهو الذي كانت تلتف من حوله مئات الالوف من ابناء شعبه ٠ وهو الذي يوم رحل ترك كل
فلسطيني يشعر وكأن فلسطين سقطت يوم رحيله !
رحم الله ابا مازن الشقيري , فلقد كان راية وصرخة مدوية » فهو وان مضى ٠ سيبقى
كذلك في ضريحه في الاغوار على بعد كيلومترات من وطنه ٠ ومن حوله اضرحة القادة من ابطال
العرب والمسلمين الذين كانت سيرهم من اهم مصادر الهامه .
وان بدوت للبعض اني قد قسوت » فعذري اني احترمت الرجل فأودت انصافه بقول ما
آمنت به حقا » فلم انسب اليه خيرا لم يكن فيه وحاشى ان يكون « شرا »ما اختلفنا معهفيه . - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 101
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22434 (3 views)