شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 10)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 10)
- المحتوى
- 
                        مستقبلا . فحتى بداية « عهد السلام » , مع « مبادرة » السادات » التي بدأها يزيارته
 للكنيست الاسرائيلي في تشرين الثاني ( نوفمبر ) 11 , كانت العقيدة الصهيونية قد
 افرزت ؛ من خلال المناقشات النظرية او الممارسات العملية للنشاط الصهيوني في فلسطين أو
 خارجها » والتي استمرت نحو نصف قرن , تيارين - مفهومين استراتيجيين رئيسيين
 للسياسة الاسرائيلية ٠ باتجاهاتها العالمية أو المحلية . ويعتبر الجناح اععالي الصويوتي, 1
 بمختلف احزابه , ويمظه حاليا التجمع العمالي ( المعراخ ) ٠ بمثابة واضع للتيارالاول .
 الثاني » فقد بلوره . وسار على خطاه ٠ الصهيونيون الاصلاحيون , الممثلون حاليا 0
 اليميني ( الليكود ) أو بشكل اكثر دقة , حيروت الشريك الاكبر في الليكود . ويتفق انصار
 ٠هذين التيارين فيما بينهم من حيث نظرتهم لموقع الكيان الصهيوني عالميا , ويالتالي دوره في
 المنطقة ؛ اذان كليهما يعتبر اسرائيل جزء! مما يسمى العالم الحر ٠ ويريط مصيرها بمصيره .
 والعالم الحر هذا تتزعمه حاليا الولايات المتحدة الاميركية  وعلاقة اسرائيل بها هي نوع من
 الارتباط العضوي بالامبريالية » الذي لايمكن فصم عراه ؛ اذ بعكس ذلك » قد يتعرض الكيان
 الصهيوني لتحديات ومخاطر لا قبل له بها . وليس في هذه العلاقة الصهيونية بالامبريالية
 الاميركية . على كل حال , اي جديد ؛ فقبلها كان هنالك الارتباط الشديد بالاستعمار
 البريطاني » خصوصا عندما كان في اوج عنفوانه ؛ خلال فترة ما بين الحريين العالميتين »
 الاولى والثانية .
 ولكن من ناحية ثانية » وعلى الرغم من الاتفاق في وجهات النظر بين التيارين المذكورين
 حول ما يمكن ان نسميه جوهر الاستراتيجية الصهيونية : هناك اختلاف في التكتيك والمماريسة
 والتطبيق . فانصار التيار الاول » وهم ذوى خبرة سياسية واسعة , بحكم قيادتهم للكيان
 الصهيوني في فلسطين منذ منتصف الثلاثينات , ثم تسلمهم مقاليد الحكم في اسرائيل , منذ
 قيامها وحتى صيف /ا11 ١ يؤيدون « المرونة » . و« التعقل » في تعاملهم السياسي مع
 الآخرين ؛ ويميلون الى الحلول الوسط , ان لم يكن مناص من ذلك , ولا مانع لديهم ؛ ان دعت
 الضرورة لذلك ؛ من لعب دور الحليف  التابع للامبريالية . اما مناوثوهم قهم , عموماً » على
 عكس ذلك ؛ ويصرون دائما على الاضطلاع بدور الحليف - الشريك للامبريالية . ولهذه المفاهيم
 اتعكاساتها ايضاً على الموقف من العرب ؛ اذ بينما يميل انصار التيار الاول . عموما ٠ الى
 اعتماد اساليبٍ التسوية و « التفاهم » , وان كانت اسسها غالبا غير مقبولة لدى الطرف
 الاخر , يصر التيار الثان على التمسك ب «٠ المبادىء »و «٠ الحقوق التاريخية » » دون ان
 يبدي استعدادا لتقديم أي « تنازل ».
 وخلال فترة التناحر الطويلة بين التيارين ؛ المستمرة  كما اشرنا  منذ منتصف
 العشرينات حتى اليوم , بقي كل منهما . على وجه العموم » متمسكا بمفاهيمه ومنطلقاته » وان
 حدث « اختراق » هنا أى هناك , لمصلحة هذا الطرف أو ذاك . غير انه , بموازاة ذلك »
 وكنتيجة رئيسية للعداء الذي ناصبه العرب للكيان الصهيوني والحصار الذي فرض عليه
 طويلا » وانعدام ظهور بوادس استعداد عربية للاعتراق باسرائيل وعقد سلام مغها . من جهة ,
 وازدياد الاعباء الاقتضادية وارتفاع حدة الضغوط النفسية التي راح المستوطن الصهيوني
 العادي يعائي منها , من جراء ذلك , من جهة اخرى , نش ما يمكن أن يسمى رأيا عاما لدى
 قطاغات معينة من الاسرائيليين . راح يشكك في جذوئ التمسك بسياسة التصلب والقوة تجاه
 8
- هو جزء من
- 
                         شؤون فلسطينية : عدد 101 شؤون فلسطينية : عدد 101
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 3809 (32 views)
 
                                
            