شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 11)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 11)
المحتوى
العرب عنى المدى الطويل . بل انه برزت ايضاً » بين هذه القطاعات , مجموعات معينة , بغض
النظر عن حجمها , وصلت الى قناعة مفادها ان استلام المتصلبين مقاليد الحكم في اسرائيل قد
يجر كارثة على الكيان الصهيوني ؛ اذ لا يعقل ‏ بحسب مقاهيمهم على الاقل ‏ أن يوافق
العرب على التعامل مع ذلك الصنف من الصهيونيين . ولكن ‎٠‏ على الرغم من ذلك , بقي غلاة
التوسعيين متشبثين بنهجهم وآرائهم . ولم يجد بيغن ‎٠‏ على سبيل المثال » من تعليق على خبر
فوز تكتله ( الليكود ) في الانتخابات العامة في اسرائيل , في صيف 191717 ( بعد ان كان قد
خسر تلك الانتخابات 4 مرات متتالية قبل ذلك ) ‎٠‏ ومن ثم امكاتية تعيينه رئيسا للحكومة
الاسرائيلية , الا ان يقول ان ذلك يعني « انتصار الصهيونية » . ولم يكن بيغن , بقوله هذا »
يعبر فقط عن غبطته بنجاحه في الانتخابات ؛ بقدر ما كان يغمز ايضا من قناة الجناح
الصهيوني الآخر , الذي حكم اسرائيل حتى ذلك الوقت » محاولا الايحاء » بطريقته الخاصة ,
بأن السياسة الاسرائيلية ستسير , منذ تلك اللحظة .وفق مبادىء تياره » وان هذه المبادىء
بالذات هي التي ستؤدي الى « انتصار الصهيونية » .
ولم تمر الا اربعة اشهر , حتى اتضح ان تعليق بيفن هذا لم يكن كلاما القي على عواهنه ,
وذلك مع قيام السادات بزيارة الكنيست ؛ في ما اصبح مقدمة لاتصالات ومفاوضات انتهت
يعقد الصلح بين اسرائيل ومصر , كبرى الدول العريية . وليس في مثل هذا التطور الا نوع من
الانتصار للصهيونية » مهما كان حجمه . اضافة الى انه « انتصار » لم يستطع المعراخ
تحقيقه , رغم المحاولات العديدة التي بذلها في هذا الصدد , خلال فترة طويلة .
صحيح ان القوة الاسرائيلية . التي كانت دون شك - واحدا من العوامل التي دفعت
السادات الى تغيير اتجاهه . ومن ثم القيام ب « مبادرته » , لم تكن , تاريخيا ‎٠‏ من
« صتع » بيغن او مؤيديه , ضيقي الافق وقصيري النفس ‎٠‏ بل كان « العمال » هم الذين
خلقوها , خلال فترة طويلة من الجهد المتواصل , بواسطة مؤسساتهم المتشعبة وتحت قيادة
زعمائهم المختلفين . وصحيح ايضا ان السادات ‎٠‏ بعد ان اتخذ قراره ‎٠‏ كان سيقوم بزيارته
لاسرائيل ان كانت تحت حكم اي من المعراخ أو الليكود . ولكن صحيح كذلك ان الزيارة لم تتم
في نهاية الامر . خلال حكم المعراخ ‎٠‏ بل في عهد الليكود . حامل لواء التشدد والتعصب
الصهيوني ‎٠‏ وان كانت الفروق بينه ويين التيارات الصهيونية . او بعض المنتمين اليها »
تضمحل أحيانا عند التطبيق . والعبرة المترتبة على مثل هذه الوقائع واضحة للغاية : لقد أثيت
التصلب و « الثقة بالنفس » والتمسك ب « الحقوق »جدواه ؛ فالصهيونيون صبروا وضحوا
كثيرا , وحققوا بعض اهدافهم المهمة اخيرا . اما الدرس ‎٠‏ فهو اكثر وضوحا : مزيد من
التصلب لتحقيق مزيد من المكاسب على الجبهات الاخرى . فالقول بأن العرب لا يفهمون الالغة
القوة لا يبدو خاليا من الصحة .
« الفلسطينيون غير مهمين »
اذا كان الدرس الاول ‎٠‏ الناجم عن اتفاقية السلم الاسرائيلية ‏ المصرية ‎٠‏ لا يشير ,
صهيونيا » الا نحو ضرورة التمسك بالتصلب , باعتبار ان لهذا النهج فوائده ؛ على ما في الامر
من خطورة ‎٠‏ فان الدرس الثاني لا يقل خطورة عنه . وقد عبر عن ذلك ؛ والى حد ما يعفوية »
اسحاق شامير » رئيس الكنيست في عهد الليكود ‏ ثم المرشح لمنصب وزير الخارجية
تاريخ
أبريل ١٩٨٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 6630 (6 views)