شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 14)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 14)
- المحتوى
-
على ان تكون الدولة العربية الاولى التي توقع اتفاقية هدنة مع اسرائيل , سنة 15145 . وما ان
تم ذلك ,.حتى تبعتها الدول العربية الاخرى المجاورة لاسرائيل» ووقعت اتفاقيات هدنة مماثلة »
الواحدة بعد الاخرى .
ومنذ ذلك الوقت » لم ينس الاسرائيليون هذا الدرس . مصر هي الاهم بين الدول العربية »
ولا حرب او سلم في المتطقة بدونها . كما ان التطورات والاحداث التي شهدتها المنطقة , منذ
قيام اسرائيل حتى اليوم » قد اثبتت ؛ الى حدما . صحة هذا الرأي . ولذلك لا بد . بالتالي ,
من الاستمرار في توجيه الضغوط الى مصر ومتابعة « الاهتمام » بها , في محاولة لحملها على
تطبيع » علاقاتها بالكيان الصهيوني أو . على الاقل ٠ تحييدها . ويلاحظ ان الجهود
الاسرائيلية في هذا المضمار بذلت على صعد عدة ٠ تارة بالتي هي احسن , من خلال اغداق
الوعود وتقديم المفريات المختلفة لهذه الجهة او تلك من المصريين ٠ وطورا بالتي هي أسوأ ,
بواسطة شن الحروب والغزوات ضد مصر . كذلك يلاحظ , في هذا الصدد » نمط تصرف
اسرائيلي شبه ثابت ٠ وهو انه بينما كانت التهديدات الاسرائيلية تطلق ضد اكثر من طرف
عربي » خلال الفترات التي كانت حرارة الصراع العربي الاسرائيلي تتصاعد فيها » كانت
الحروب والغزوات الصهيونية الكبيرة . تشن ضد مصر بالذات . ولم تبذل هذه المساعي ؛ على
كل حال ٠ من قبل الصهيونيين ومؤيديهم خلال فترة طويلة » صدقة ؛ اذ ان كسب ود مصر ؛ أو
على الأقل تحييدها ودفعها الى خارج دائرة الصراع العربي الاسرائيلي هو . كما اشرنا ,
هدف استراتيجي اسرائيلي مهم للغاية . وتحقيق مثل هذا الهدف ليس الا مقدمة لتثبيت جنور
الكيان الصهيوني في المنطقة , من خلال الاطمئنان الى مؤخرته . مما يساعده بالتالي على
التفرغ للتعامل بمدى اكبر من الحرية والقوة والثقة بالنفس مع الجيهات الاخرى . والفوائد
الناجمة عن مثل هذا الوضع بالنسبة لاسرائيل واضحة للغاية ٠
وغني عن القول ان اسرائيل حققت قسطا مهما من اهدافها تلك ٠ مع توقيع اتفاقية السلم
مع مصر . و في مثل هذا الوضع » ريما لم يعد لدينا ما نتوقعه الا تكرار المحاولات الاسرائيلية
التي بذلت في السابق بالنسبة لمصر , مع الدول العربية الأخرى . فالسياسة الاسرائيلية الهادفة
الى اخضاع دول المشرق العربي وجرها الى الاعتراف باسرائيل وا لاستجابة لرغباتها لا تزال كما
كانت عليه . بل ان الكيان الصهيوني ازداد ثقة بنفسه من حيث قدرته على التعامل بقوة مع
الدول العربية الأخرى , بعد عزل مصر عن دائرة الصراع وتحييدها . والاهم من ذلك هو انه لا
يمكننا ان نتوقع تغييرا ما في هذا الموقف الاسرائيلي , عدا امكانية ازدياده صلفا وتصلبا .
فالسادات , ابتداء من « مبادرته » حتى اتفاقية السلم وما تبعها او سيتبعها . وضع انماطا
لكيفية كسر « الحواجز النفسية ٠ بينه ويين الاسرائيليين . وعلى من يبغي التعامل مع اسرائيل
أن يحذو حذوه .
الصليبية المتجددة
اذا كانت هذه هى ابرز الانعكاسات المباشرة , الناجمة عن اتفاقية السلم الاسرائيلية ب
المصرية , على ما فيها من خطورة » فان هناك نواحي اخرى ؛ يزداد وضوحها يوما بعد آخر ,
قد لا تقل خطورة عنها . فهذه الاتفاقية . التي عرضت كخطوة اولى ٠ وان تكن مهمة ؛ على
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 101
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6868 (5 views)