شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 19)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 19)
- المحتوى
-
المصري . كذلك قد ينشأ وضع يستبدل فيه نظام السادات بنظام آخر اكثر تصلبا تجاه
اسرائيل . يتخذ موقفا آخر من اتفاق السلم وكيفية تطبيقه . وياختصار » ان معظم المكاسب
التي منحها اتفاق السلم لاسرائيل ؛ غير مضمونة .
صحيح ان ادعاءات غلاة الصهيونيين هذه ليست كلها في محلها , كما ان شكوكهم ليس
لها دائما ما يبررها . فالمعاهدات الدولية » وخصوصا تلك التي تشارك بها احدى القوتين
العظميين » لا تلفى او يبطل مفعولها بهذا المدى من السهولة . ولكن صحيح ايضا ان مثل هذه
المخاوف ٠ تلقى آذانا صاغية لدى قطاعات لا بأس بها من الصهيونيين . كما يزيد في مدى
استعدادهم لقبولها القوائد القليلة التي ترتبت على اتفاق السلم مع مصر , من حيث تأثيره
الايجابي على اوضاع اسرائيل بعامة من جهة . واستمرار التوتر على الجبهات الاخرى , على ما
يترتب على ذلك من اعباء بالنسبة لاسرائيل . من جهة اخرى . ولا ينبغي ان نستنتج من ذلك ان
الاسرائيليين سيعملون على الغاء اتفاق السلم مع مصر او تجميده , بل على العكس من ذلك .
فالاستنتاج الاقرب الى الواقع هو ان تدفع تجربة السلم الاسرائيلية المصرية غير ء المثيرة ,
ولا المفيدة كثيرا , الاسرائيليين الى التصلب في موقفهم من العرب الآخرين ؛ باعتبار انهم لا
يحتاجون الى تجارب سلم جديدة كتلك التي ذاقوا طعمها حتى الان . وقد يكون من المفضل ,
بالنسبة للكثيرين منهم , ابقاء الاوضاع على ما هي عليه , وبالتالي انتهاج سياسة تهدف في
حقيقتها الى عدم الوصول لسلم مع المشرق , حتى وان استجاب اهله للشروط الاسرائيلية .
وواضح , بالطبع . ما هي التحديات التي قد تترتب على مثل هذا الاتجاه .
لا استسلام - ولا رفض
أيا كانت التحديات الناجمة عن اتفاق السلم الاسرائيلي المصري , او المخاطر المترتبة
عليه , فان من الواضع ان مداها يتسع وانعكاساتها تتضاعف نتيجة الاوضاع السائدة في
المشرق العربي من جهة , ونشاط مؤيدي ذلك الاتفاق ومتعهدي رعايته من جهة اخرى . فمنذ
زيارة السادات للقدس واطراف كامب ديفيد » أي الولايات المتحدة ومصر واسرائيل , تمسك
زمام المبادرة في ايديها , بينما يكتفي الآخرون بردود الفعل . فالاميركيون والمصريون
والاسرائيليون يضعون الخطط ويوقعون الاتفاقات ويستأنفون المفاوضات وينشطون هنا
وهناك والآخرون يصدرون البيانات ويقيمون المسيرات ويعقدون المهرجانات ويشجعون
ويستنكرون . اطراف كامب ديفيد هم القاعلون , والآخرون ليسوا , على وجه العموم . الا
جبهة ردود فعل . و« الآخرون »هنا تعني الجميع تقريبا » من فلسطينيين او عرب » مشرقيين
كانوا ام مغارية ٠ او مؤيديهم والمتضامنين معهم , كائنين من كانوا .
وهذا الوضع من التشتت والتفرقة , القائم في المشرق العربي » والذي يمنعه من اتخاذ
سياسة موحدة فعالة تجاه معظم المشاكل والتحديات التي يواجهها ؛ ان لم تكن كلها , مما
يدفعه بالتالي الى انتهاج سياسة واساليب ردود الفعل , ليس جديدا ٠ على كل حال , بل انه قاكم
18 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 101
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10636 (4 views)