شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 87)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 87)
- المحتوى
-
المؤتمر القومي السادس
لا شك في أن حزب البعث العربي الاشتراكي أنجز تطورا هاما على صعيد بلورة فكره
ونظرته وتجذيرها عبر مؤتمره القومي السادس عام ١57” . ولقد تبدى ذلك بوضوح في
« التقرير العقائدي » الذي عدل المؤتمر عنوانه فاستبدله ب « بعض المنطلقات النظرية » .
من خلال قراءة هذا التقرير يستطيع المتابع أن يرصد الشوط البعيد الذي قطعه البعث في
تطوير مواقفه وتجذيرها وعلمنة افكاره ونظرته .
فعلى صعيد العلاقة مع المعسكر الاشتراكي , حقق هذا المؤتمر انجازا وتطورا حاسمين .
فقد رأينا كيف كانت مرحلة الاريعينات عموما قد اعتيرت الاتحاد السوفياتي قوة استعمارية ,
ثم مر معنا كيف تطور هذا الموقف خلال الخمسينات ؛ اذ تميزت هذه المرحلة بالتخلى عن هذا
الموقف لتتطور باتجاه اعتبار الاتحاد السوفياتي خصوصا , والمعسكر الاشتراكي عموما ,
طرفا متميزا عن الدول الاستعمارية ٠ وانه لا يسعى الى فرض تفوذه على المنطقة , بل يحاول ان
يساعد سوريا ومصر في مشاريعهما الاقتصادية وحاجاتهما العسكرية التي حرمتهما منها
الولايات المتحدة الاميركية . وبشكل عام , تميزت فترة الخمسينات بأن نحا الحزب منحى
ايجابيا نحو الاتحاد السوفياتي والمعسكر الاشتراكي . ولكنه منحى يشويه التردد والحذر ,
خصوصا ان الصدام بين حزب البعث والاحزاب الشيوعية قد تفاقم في اكثر من قطر في تلك
الفترة . اما فيمرحلة اوائل الستينات » فقد حسم البعث موققه من هذه العلاقة ؛ خصوصا ان
المد القومي في مرحلة الخمسينات وظهور عبد الناصر وانحياز اغلبية التجماهير العربية الى هذا
المد , كل ذلك طمأن البعث الى أن فكرة الوحدة العربية التي بشرت بها الحركة القومية العربية قد
انتشرت , ولقيت رواجا وحماسة عند الجماهير , بحيث لم تعد الافكاز والطروحات الاقليمية
القطرية من جهة , اى الاممية من جهة اخرى , قادرة على الغائها او تجاوزها وانكارها .
وبالتالي » فقي بداية الستينات , وعلى الرغم من الانقصال بين مصر وسوريا , امسى البعث
اكثر ايجابية واقل توترا وسلبية في علاقته السياسية مع المعسكر الاشتراكي من جهة , وفي
انفتاحه على الفكر الماركسي من جهة اخرى . دون أن يعني ذلك تبنيه , ولكن بمعنى زوال
ه عقدة » الخوف من الانفتاح على هذا الفكر كجزء من التراث الفكري الثوري الانساني
العالمي . وتعتبر « المنطلقات النظرية » التي أقرها المؤتمر القومي السادس أن حزب البعث
العربي الاشتراكي قد وضع مسألة النضال ضد الاستعمار ضمن اطارها الدولي والانساني .
وترى هذه المنطلقات ان المعسكر الاشتراكي قوة ايجابية فعالة في النضال ضد الاستعمار ,
فتذهب لتؤكد أن « تبعية الشيوعبين المحليين السياسية والنظرية وانغلاقهم المذهبي وتجمدهم
الفكري وعداءهم للاتجاه القومي العربي والوحدة العربية , والاخطاء المبدئية والتكتيكية التي
وقع ويقع فيها الاتحاد السوفياتي كثيرا من الاحيان , لم تستطع ان تحجب عن حزب البعث
التقاءه العميق مع المنطلقات الاساسية المبدئية لسياسة المعسكر الاشتراكي 22906 .
ومن خلال متابعة للتقرير , يرى القارىء انه لا يضع المعسكرين الاشتراكي والراسمالي في
كفة وأحدة . بل على العكس من ذلك يريط ريطا متطورا بين نضال الشعوب المستعمرة أو شبه
المستعمرة ويين المنطلقات الاساسية والمبدثية التي يتبناها المعسكر الاشتراكى . ويخلص
التقرير الى ان هذا الترابط يجعل المعسكر الاشتراكي اكثر انسجاما مع مصالح الوطن
1م - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 101
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22434 (3 views)