شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 127)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 127)
- المحتوى
-
ان ما يستحق الملاحظة في هذا التقرير القنصلي هو تحديد الطرف الذي يشجع على
الاستيطان الزراعي ودور القنصل الاميركي في هذه العملية والطرف الذي يعترض ويقوم
بتخريب المشروع .
غير أن هذا الاتجاه لم يبدأ في الواقع في عام 1614 . ففي عام 4 144 عينت الولايات
المتحدة أول قنصل لها في القدس , ويدعى واردر كريسون 292 , وكان اختصاصيا في الاقتصاد
الزراعي . وقد اعلن , وهى في القدس , اعتناقه الديانة اليهودية , واطلق على نفسه اسما
يهوديا ٠ وأشترى قطعة ارض قرب القدس ليقيم عليها مستوطنة زراعية يعلم فيها اليهود
الزراعة . وكاتت لديه خطط لاقامة عدد من المشروعات الاستيطاتية . وحاول اثارة اهتمام
اليهود البارزين في عصره » في الولايات المتحدة وخارجها © غير ان مشروعات هذا القتصل
فشلت بعد ان أنفق عليها أموالا كثيرة , وتم استدعاؤه الى الولايات المتحدة حيث فصل من
وظيفته واتهم بالجنون ٠
أن من الصعب على من يدرس العلاقات الاميركية بفلسطين في النصف الثاني من القرن
التاسع عشر , وقبل تأسيس المنظمة الصهيونية العالمية » ان يتجنب تكوين اتطباع قوي يقول
إن اهتمام المبعوثين الاميركيين في فلسطين كان يتركز على موضوعين أساسيين : الاول يتعلق
بوصف نمط الحياة الطفيلي الذي يعيشه اليهود في فلسطين وهم ينتظرون وصول الصدقات »
والمشاكل التي لا تنتهي المترتية على توزيع هذه الصدقات , والموضوع الثاني هى محاولات
اقامة مستوطنات زراعية . وهي محاولات لم تكن لتنتهي واحدة منها بالفشل حتى يبدأ
بمحاولة اخرى .
إن تقارير المبعوثين الرسميين الاميركيين في فلسطين ؛ في تلك الفترة , تتميز بخلوها من
عبارات التمجيد والتعظيم لنبوغ ونشاط وعبقرية اليهودي . وعلى العكس من ذلك نجد عبارات لم
تستعمل إلا في الادبيات الموسومة باللاسامية . فعنى سبيل المثال كتب القنصل ويلسون في عام
,في تقريرله يصف فيه وضع الطائفة اليهودية في فلسطين : « انهم فقراء , كسالى ,
وعلى ما يبدى » هزيلون جسمانيا وعقليا . وتبدو القدس وكأنها ملتقى لطبقة معينة من اليهود
تضم الاتقياء . إن لم نقل المتعصبين , والمختلين , والسيئي الحظ , والمسنين . وباختصار :
الخائبين , الذين جاؤوا الى القدس من أجل التعيش على الاحسان ومن أجل الصلاة ؛ وهم
يقضون ساعات تعاستهم عند حائط المبكى » منتظرين قدوم المسيح المخلص٠29 .
لقد كان جميع يهود فلسطين تقريبا يعيشون على الصدقات او.ما يسمى «٠ حالوكا »
بالعبرية . وكان جمع هذه الصدقات يتم عن طريق ارسّال مبعوثين الى البلدان التي تضم
طوائف يهودية كبيرة » وخاصة في أوروبا والولايات المتحدة » ومكافأة هؤلاء المبعوثين باعطائهم
نسبة مثوية كبيرة نسبيا من مجموع الاموال التي يجمعونها . وكان اختيار المبعوث المكلف
بجمع وجلب الصدقات من الموضوعات المثيرة للنزاع بسبب الحصة التي يحصل عليها المبعوث
الذي يكون عادة من الحاخامين . ويورد القنصل الاميركي ويلسون معلومات عن حجم
الصدقات التي كان يتم توزيعها على يهود فلسطين ٠ في تقريرله مرسل فيسنة 1817/5 » قائلا ان
يهود القدس كانوا يتلقون ما بين 8 ى ٠١ آلاف جذيه استرليني في الشهر . وإذا تم توزيع هذا
المبلغ بالتساوي فان حصة كل يهودي يسكن القدس تبلغ نصف جنيه استرليني في الشهر .
اد - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 101
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10631 (4 views)